ملبورن (أ ف ب) – تواصل المتحورة أوميكرون لفيروس كورونا انتشارها السريع في العالم محدثة اضطرابات في العديد من القطاعات وصولا الى بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب التي منع حامل لقبها المصنف أول عالميا الصربي نوفاك ديوكوفيتش من دخول البلاد قبل أن تعلق السلطات قرارها.
كما ألقى الوباء بثقله الأربعاء على حدثين ثقافيين مهمين في الولايات المتحدة: حفل توزيع جوائز “غرامي” الموسيقية الذي كان مقررا في 31/يناير في لوس أنجليس وأرجىء الى أجل غير مسمى، ومهرجان ساندانس السينمائي الذي كان من المرتقب أن يفتتح في 20/يناير في يوتا وستقام أنشطته عبر الإنترنت حصراً للمرة الثانية.
الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا في العالم من الوباء مع 832 ألف وفاة، سجلت الأربعاء حوالى 600 ألف إصابة جديدة. وأصبحت المتحورة أوميكرون الأكثر انتشارا في البلاد.
خلف انتشار المتحورة أوميكرون تداعيات على بطولة استراليا المفتوحة لكرة المضرب. واذا كان تنظيم هذه البطولة، أولى بطولات الغراند سلام، لم يتأثر إلا انها قد تجري بدون حامل لقبها تسع مرات ديوكوفتيش.
فقد نال النجم الصربي المعارض للتلقيح الإلزامي، إعفاء طبيا للمشاركة في البطولة. لكن هذا القرار أثار جدلا واسعا في استراليا التي تعتمد اجراءات مشددة لمواجهة انتشار كوفيد.
وتم إلغاء تأشيرة دخوله أخيرا بسبب خطأ إداري في طلبه. تقرر ترحيله عند وصوله الى ملبورن ما تسبب بأزمة دبلوماسية بين البلدين حيث اتهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أستراليا بـ “إساءة معاملة البطل”.
تقدم ديوكوفتيش الذي أمضى ليلته في مركز احتجاز للمهاجرين بطعن الخميس. وقال محام حكومي إن النجم الصربي لن يتم ترحيله من استراليا قبل جلسة استماع مرتقبة الخميس.
والمتحورة أوميكرون التي تعتبر أشد عدوى من المتحورات السابقة رغم ان خطورتها محدودة أكثر، دفعت بسلطات الصين وأراضيها هونغ كونغ وماكاو الى اتخاذ اجراءات صارمةـ وهي آخر أماكن في العالم تعتمد سياسة “صفر كوفيد”.
– إغلاق في هونغ كونغ-
ستغلق هونغ كونغ حيث سجلت حوالى مئة إصابة بمتحورة أوميكرون، حدودها اعتبارا من السبت لأسبوعين أمام كل المسافرين الوافدين جوا من ثماني دول بينها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا. اما ماكاو المجاورة فستقوم بالمثل اعتبارا من الأحد أمام كل الوافدين من الخارج.
وتمكنت الصين حيث ظهر الوباء في نهاية 2019 من القضاء عمليا على العدوى في ربيع 2020 بفضل إستراتيجيتها “صفر كوفيد” ، القائمة على تدابير جذرية (إغلاق وفحص وتتبع الكتروني وإغلاق الحدود تقريبا بالكامل، وتلقيح).
بحسب الأرقام الرسمية، لم تسجل البلاد سوى 103,121 إصابة منذ بدء انتشار الوباء.
لكن تفشي الوباء بشكل متقطع يثير قلق السلطات خاصة مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين من 4 الى 20/فبراير. وسياسة “صفر كوفيد” لها تداعيات كبرى على السكان الخاضعين لقيود مشددة جدا.
هكذا في شيآن (شمال) التي فرض حجر على سكانها البالغ عددهم 13 مليون نسمة لمدة أسبوعين، اشتكى البعض من نقص المواد الغذائية.
في هذه المدينة أيضا، أجهضت امرأة كانت حاملا في شهرها الثامن عند مدخل مستشفى بعدما رفض دخولها لمدة ساعتين لانها لا تحمل فحصا سلبيا للكشف عن كورونا لا تقل مدته عن 48 ساعة، بحسب رسالة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
تظهر صورة انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي المرأة وهي جالسة على كرسي بلاستيكي محاطة ببركة من الدم.
لم يتسن لوكالة فرانس برس التحقق من مضمون الرسالة التي محيت منذ ذلك الحين لكن بلدية مدينة شيآن أعلنت إقالة مدير المستشفى ومسؤولين آخرين وفتح تحقيق.
في الهند، ارتفاع عدد الإصابات بثلاثة أضعاف تقريبا في يومين ليتجاوز 90 ألف إصابة يومية. وطلب من سكان نيودلهي، باستثناء العمال الأساسيين البقاء في منازلهم خلال عطلة نهاية الأسبوع. في ولاية أوتار براديش، الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد وحيث من المقرر إجراء الانتخابات الشهر المقبل، تم إلغاء التجمعات السياسية.
من جهتها أحصت فرنسا، الدولة الأكثر تضررا من الوباء في أوروبا من حيث عدد الوفيات، الأربعاء حصيلة قياسية جديدة من الإصابات الجديدة بلغت 332,252.
اعتمد النواب الفرنسيون الخميس مشروع قانون يجعل “شهادة اللقاح” إلزامية لدخول المطاعم والحانات ودور السينما وغيرها من الأماكن العامة.
تأخر النظر في هذا النص الذي لا يزال يفترض ان يخضع للتصويت في مجلس الشيوخ، بسبب توتر شديد في البرلمان خصوصا بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وعد بازعاج غير الملقحين.
وفي مرسوم نشر الخميس، رفعت فرنسا الحجر عن الأشخاص الملقحين الوافدين من دول افريقيا الجنوبية.
من جهتها قررت إيطاليا فرض التلقيح الإلزامي لمن تفوق أعمارهم 50 عاما.