قال حسن أوريد، الكاتب والأكاديمي، إنّ العلاقة بين المغرب وإسبانيا “يطبعها سوء فهم تاريخي كبير ما يزال يجثم بظلاله على العلاقات بين البلدين”، إلى حدود اليوم.
وأضاف أوريد في حديثه ضمن لقاء دراسي نظم بعد زوال الخميس، بمجلس النواب حول سياق ومآلات الأزمة بين المغرب وإسبانيا، أن مسؤولية الخروج من سوء الفهم هذا مسؤولية البلدين، رغم كون المخيال الإسباني ما يزال يعيش تحت أحداث التاريخ الماضي، حيث يرون أنّ المغرب “جزء من مخيالهم وفاعل في مسارهم، منذ الأندلس إلى القرن العشرين، مع معركة أنوال التي غيّرت البنية السياسية بإسبانيا، وأنهت الملكية، وكانت تداعياتها كبيرة على تاريخ البلد وصولاً إلى الحرب الأهلية التي حسمها فرانكو، وعرفت أيضاً تدخلاً مغربياً”.
وتأسف أوريد من عدم استطاعة الجار الشمالي “تجاوز مخلّفات التاريخ بعد التحولات السياسية لنهاية الفرنكية وبداية إسبانيا جديدة”، خصوصاً أن معاهدات واتفاقيات تؤطر العلاقات بينهما، إلا أن العلاقات بينهما كانت تعترضها أزمات، ويكتنفها ما يسميه الراحل العربي المساري “تعارفٌ قليل رغم خبرة أكبر”.
ولفت الأكاديمي المغربي إلى أنّ جزءاً من المشكل بين البلدين هو أنّ “إسبانيا تُسقط أحياناً في تعاملها مع المغرب، ما لا تستطيع فعله مع فرنسا، بالتالي تصرف هذه الغيرة التي تستشعرها تجاه جارها المتطور في مواقفها مع المغرب”، مشيراً أنّ الدبلوماسية الإسبانية، تحكمها نظرة بأنه “يجب أن يبقى المغرب دوماً منشغلاً، حيث ينظر له، كمصدر إزعاج وعدو محتمل خصوصاً مع النزاع فيما يخص سبتة ومليلية”.
وعاد أوريد إلى عدد من القضايا و”التحرشات” الإسبانية بالمغرب خلال العشرين سنة الأخيرة، والتي تسبّبت في أزمات سياسية بين البلدين، وصولا إلى آخر موقف لها، بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وانخراطها للتأثير سلباً على هذا القرار، ثم النقطة التي أفاضت الكأس باستقبال زعيم البوليساريو دون إخطار المغرب ولا تشاور معه.
عن هذه الأزمة الأخيرة، يقول أوريد إنّ على المغرب العمل على تغيير استراتيجيته تجاه البلد الإيبيري من خلال إعادة النظر في مسار العلاقة وتطوراتها على مرّ السنين، “والعمل على إيفاء الإسبان فهماً جيداً من خلال مراكز أبحاث واهتمام تدريس اللغة الإسبانية، والاشتغال الدبلوماسي الذي لا ينبغي أن يبقى موسمياً، من أجل تجاوز أوجه سوء الفهم”.