بالمسرح الملكي وامام حضور شبابي متحمس ، اسدل الستار عن فعاليات النسخة الحادية عشرة للمهرجان الجهوي للمواهب الشابة المتمرسة للموسيقى والغناء والذي عاد لإستئناف نشاطه بعد توقف اضطراري لمدة سنتين نتيجة تفشي وباء كورونا (كوفيد 19) …
وقد افرزت سهرة المهرجان. المنظمة على مدى يومي الجمعة. والسبت الماضيين في صنف الغناء الأمازيغي فوز المرشحة هاجر العود من شيشاوة بالرتبة الأولى وفي الغناء الحساني رياض الطرشاوي من مراكش، وفي الغناء الغربي كانت الرتبة الأولى للمرشحة ضياء سيف السلام من مراكش، وفي العزف على الآلة يحيى بولحاج من مراكش
الى ذلك تهتم بالترويج لهذا المهرجان الفني ،جمعية الأطلس الكبير من خلال أنشطتها المتنوعة المهتمة بالشباب المغربي وتنميته ،وذلك منذ سنة 2011 بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل والجامعة الخاصة بمراكش، من اجل اكتشاف الطاقات الفنية الشابة داخل المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية والمؤسسات الجامعية وتأطيرهم في الميدان الفني، وكذا تشكيل مجموعات موسيقية شبابية، وابراز المهارات الفنية للتلاميذ والطلبة وتشجيعهم على العطاء والإبداع الفني وتقريبهم إلى الجمهور.
لقد عرف مهرجان المواهب الشابة منذ تنظيمه تطورا ملحوظا حيث اقتصر تنظيمه في بداياته الأولى بمدينة مراكش ، في حين شملت الدورات التي تلتها مدن آسفي، الصويرة، الرحامنة، قلعة السراغنة، الحوز، شيشاوة، واليوسفية.
تفتح هذه التظاهرة الفنية خاصة في وجه الفئات الشبابية المتمدرسة التي تمتلك موهبة في مجال الغناء (العربي والغربي) والعزف على الآلات، والفنون الشعبية والمتراوحة أعمارهم ما بين 14 و28 سنة.
وخلال فعاليات السهرتين النهائيتين
تم توزيع الجوائز على الفائزين في كل من الغناء العربي، والغناء الغربي والعزف على الآلات كما تم تكريم الفنانة المتميزة ”كريمة الصقلي”، عروس الدورة الحادية عشرة.
وتجدر الإشارة إلى أن كل دورة تحمل اسم فنان كبير يحتفى به ويتم تكريمه بهذه المناسبة، وهكذا مرت الدورة الأولى عادية في حين عرفت الدورة الثانية حضور المرحوم “سعيد الشرايبي”، وتميزت الدورة الثالثة بحضور الفنان الكبير “عبد الوهاب الدكالي” و قد اتسمت الدورة الرابعة بحضور المرحوم “محمود الإدريسي” أما الدورة الخامسة فقد تميزت بحضور الفنان الكبير”الحاج يونس” وفي الدورة السادسة تم تكريم المطرب والملحن المقتدر ” ابراهيم بركات”، وفي الدورة السابعة تم تكريم الفنان الكبير ”عبد الله عصامي” أما في الدورة الثامنة فقد تم تكريم المايسترو” أحمد عواطف” والدورة التاسعة تم تكريم الفنان المقتدر ”مراد البوريقي”وفي الدورة العاشرة تم تكريم الفنان الدكتور ”ناصر الهواري”.
وخلال هذه السهرة صرح رئيس اللجنة المنظمة للدورة، رئيس جمعية الأطلس الكبير الدكتور محمد الكنيدري عن سعادته بإجراء هذه الدورة 11 من المهرجان بعد توقف اضطراري ، والتي حضرها مدير أكاديمية التربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي مولاي أحمد لكريمي، ونائبة عمدة مراكش عتيقة بوستة، والفنانة المكرمة كريمة الصقلي، واوضح بأن هذا الإحتفاء يعود لعدة أسباب، ومن بينها، أن المكرمة هي فنانة رقيقة، متميزة بالصوت والطرب ، وتعتبر أحسن ممثلة للفن الرفيع، والفن الروحي، وفن الموشحات سواء داخل المغرب أو خارجه، و المحبوبة لدى المغاربةو العرب، وإننا يضيف المتحدت، سعداء بالإحتفاء بها خلال هذه الدورة،.
وأبرز مدير أكاديمية التربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي مولاي أحمد لكريمي، بأن المرشحين المتمدرسين قد اختاروا في إطار هذه الدورة، السير على منوال الفنانة المكرمة كريمة الصقلي، وهو منوال صعب جدا، وأظهر في تجربته مواهب قوية، معتبرا بأن إقامة الفنانة كريمة الصقلي بمراكش، كون المدينة تضم هذا الوعاء الروحي والصوفي الذي يميز طربيات الفنانة….
وا أكد مدير الأكاديمية بأن ما أدركه المهرجان لم يأتي عن طريق الصدفة، بل هو نتاج جهد كبير وسنوات عمل، ما مكنه من بلوغ مستوى عالي أصبحت فيه القيادة لجهة مراكش-آسفي، وهو ما يتطلب مواصلة هذا الإشتغال للمحافظة على هذه المكانة.
وباغت أستاذ “لم يتسنى لي التعرف عليه ولكنه باحث في الشأن الثقافي”، المنظمين للمهرجان بشهادة في حق المكرمة الفنانة كريمة الصقلي .
وأنه لم يجد ملاذا للتخلص من سطوة هذه الورطة والمأزق غير التساؤل، كيف سيقدم حديقة وارفة، ومن له قدرة الصمود، وقدرة الحفاظ على رباطة الجأش وهو في حضرة الورد، وكيف يحق أن يقدم صوتا أعتبره صوتا ملائكيا يقيم صلاته الموسيقية في محراب الروح وسماوات الوجد، صوتا نورانيا يرتقي بالأذواق والأسماع إلى المدارج العلا، كريمة الصقلي التي سطع نجمها وتألقت ووقعت على حضور فني باذج، واشتهرت بقدرتها الفائقة/المعجزة على إتقان مختلف المقامات اللحنية، وعرفت بأدائها المتميز في عدد من المهرجانات المحلية والعربية والعالمية.
ويضيف الباحث في الشأن الثقافي، بأن كريمة الصقلي انحازت ومنذ بداية مشوارها إلى الأصعب، انحازت إلى اختيارات النوعية، شاهقة، جعلت منها عقيدة جمالية خالصة، اختيارات تنهل نت معين الجمال الشعري والموسيقي، موقعة بذلك على عدد من الروائع التي يحتفظ بها الريبيرتوار الخاص بها، والتي ستبقى موشومة في الذاكرة الغنائية، روائع تعاملت فيها مع قامات إبداعية سامقة وراسخة، مع أسماء كبيرة في مجالي القصيد واللحن، كالشاعر الكبير عبد الرفيع الجواهري، والموسيقي الجميل، عملاق آلة العود الراحل سعيد الشرايبي، والأكيد يضيف المتحدث أن مساحة البوح المتاحة في هذا المقام لا تكفي كي نوفي الفنانة المتميزة كريمة الصقلي، هذه الشعلة الوقادة، الوهاجة حقها وأحقيتها في خارطة الإبداع المغربي.
كريمة الصقلي التي تؤكد في سيرتها الإنسانية والفنية الملهمة، أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، والتي تؤشر عطاءاتها الجمالية، المتدفقة، الغامرة على ما أومأ إليه سلطان العاشقين وإمام العارفين وشيخ الصوفية الأكبر محيي الدين بن عربي عندما قال {ما لا يؤنث لا يعول عليه}.
وأثنت الفنانة الرفيعة كريمة الصقلي في تصريح، على الحدث كونه يعتبر مواكبة للتربية الموسيقية في التمدرس والتربية والتعليم، لأنها ليست لاكتشاف المواهب، ولكن للعيش وللتوازن الفكري.
مراكش // محمد نماد