المصدر : موقع الجزيرة
في تصنيف جديد أصدرته المنصة الأكاديمية البارزة “ريسيرش” (research)، نال العالم المغربي نصر الدين يوبي المركز الأول على مستوى المغرب كأفضل عالم في مجال علوم الأرض، في حين تم تصنيفه في المرتبة 4231 عالميا في نسخة 2022.
يعمل نصر الدين يوبي حاليا مديرا لمختبر “ديناميكا الغلاف الصخري وتكون الموارد” (DLGR) حيث يركز مع طلاب الماجستير والدكتوراه على تطوير أبحاث في علوم البراكين والصخور وتأريخ الأرض
وذكرت منصة “ريسيرش” أنها أعدت تصنيفها بناء على المنشورات والاقتباسات العلمية التي تم جمعها في 6 ديسمبر/كانون الأول 2021؛ حيث تم إجراء فحص دقيق لـ166 ألفا و880 عالِما في تخصص علوم الأرض.
العالم المغربي نصر الدين يوبي، يعمل أستاذا باحثا في شعبة الجيولوجيا بكلية العلوم السملالية بجامعة القاضي عياض بمراكش منذ عام 1987، حيث حصل على دكتوراه الدولة في علوم البراكين وكيمياء الأرض عام 1998.
كما شغل منصب رئيس شعبة الجيولوجيا منذ 2014 إلى 2017 في نفس الكلية، ومنذ عام 2008 وهو خبير لدى اللجان العلمية للمركز الوطني للبحث العلمي (CNRST) في الرباط، وخبير لدى اللجنة الفرنسية المغربية المشتركة ضمن البرنامج البحثي “هوبر كوريان توبقال” (Hubert Curien Toubkal).
تصنيف دولي جديد
يقول البروفيسور نصر الدين يوبي في حديث للجزيرة نت بمناسبة تصنيفه الجديد “هذا الترتيب الصادر عن منصة ريسيرش والتصنيفات السابقة، هي تتويج للمسار الوظيفي الذي أنا فخور به للغاية، إنه أيضا تعويض عن المعاناة اليومية، فقد يستغرق الأمر 5 سنوات على الأقل من العمل ووسائل كبيرة لتمويل البعثات الميدانية والتحليلات، وذلك من أجل نشر مقال واحد في شكل جيد ومناسب في مجال علوم الأرض في مجلة مفهرسة، إنه أمر صعب حقا أن تكون جيولوجيا”.
يتم ترتيب النظام الأساسي لتصنيف منصة “ريسيرش” باستخدام مؤشر “إتش” (H-index)، وهو مؤشر أنشأه الفيزيائي خورخي هيرش في 2005، ليدل على تأثير منشورات الباحث.
ويتم جمع درجات المؤشر بواسطة “مايكروسوفت أكاديميك” (Microsoft Academic)، و”ويب أوف ساينس” (Web of Science)، و”غوغل سكولار” (Google Scholar) و”سكوباس”(Scopus)، ولا يشمل التصنيف سوى الباحثين البارزين الذين لديهم مؤشر لا يقل عن 30 للأوراق العلمية المنشورة في مجال علوم الأرض.
ويوضح البروفيسور نصر الدين يوبي أهمية مؤشر “إتش” قائلا “يأخذ المؤشر بعين الاعتبار عدد منشورات الباحث وعدد الاستشهادات الخاصة به، ويُطلب بشكل متزايد في ملفات التقديم للمشاريع أو في سياق تقييمات البحث”.
تصنيف وطني سابق
العالم المغربي نصر الدين يوبي كان قد حصل في عام 2014 على المركز الأول في تصنيف “أفضل 15” باحثا مغربيا الأكثر إنتاجا من حيث المنشورات في مجال علوم الأرض والكون على مدار 15 عاما (2000-2014)، وعلى مدار 5 سنوات (2010-2014).
وتم إنشاء هذا التصنيف من قبل المعهد المغربي للمعلومات العلمية والتقنية (IMIST) التابع للمركز الوطني للبحث العلمي (CNRST) في الرباطـ معتمدا فيه على قاعدة بيانات “سكوباس” (Scopus).
وفي عام 2019، حصل يوبي على جائزة التميز التي تُمنح لأفضل الباحثين المغاربة الذين تميزوا بجودة وحجم إنتاجهم العلمي، المدرجة من قبل مختبرات (Clarivate) -“شبكة مجموعة العلوم” (Web of Science Group)- خلال آخر 5 سنوات (2014-2018). ومنحت له هذه الجائزة خلال “يوم التميز البحثي” الذي أقيم في مقر المركز الوطني للبحث العلمي (CNRST) في الرباط في 3 يوليو 2019.
ويركز يوبي في أبحاثه بشكل أساسي على المقاطعات البركانية الكبيرة أو ما يسمى بـ”إل آي بي إس” (LIPs) مثل المقاطعة الصخرية الوسطى الأطلسية (CAMP) في المغرب والبرتغال والولايات المتحدة الأميركية، وجيولوجيا ما قبل العصر الكمبري للأطلس الصغير والصحراء المغربية وشمال موريتانيا، والنشاط البركاني خلال العصور الجيولوجية المختلفة.
وإلى جانب نشاطه البحثي، قام البروفيسور يوبي بتوجيه وإدارة العديد من أطروحات الدكتوراه في المغرب وفي الخارج (الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والبرتغال)، ضمن تخصص علم البراكين والكيمياء الجيولوجية وعلم تأريخ الأرض.
إنتاج علمي ومنح دراسية
يقول البروفيسور نصر الدين يوبي إنه يملك حتى الآن 142 منشورا علميا في العديد من المجلات العلمية المفهرسة ذات عامل التأثير العالي (impact factor)، أكثرها شهرة هي: “نيتشر كوميونيكيشنز” (Nature Communications)، و”جيولوجي” (Geology) التي تصدرها الجمعية الجيولوجية الأميركية، وغيرها من الدوريات العلمية المتخصصة.
فضلا عن ذلك تلقى يوبي العديد من المنح للقيام بدراسا ميدانية في مجموعة من الدول ومنها: البرازيل، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبرتغال، وكذلك الهند، وروسيا، والولايات المتحدة.
ويعمل يوبي حاليا مديرا لمختبر “ديناميكا الغلاف الصخري وتكون الموارد” (DLGR) حيث يركز مع طلاب الماجستير والدكتوراه على تطوير أبحاث في علوم البراكين والصخور وتأريخ الأرض، وشارك مع المصلحة الجيولوجية الفرنسية (BRGM) في إطار البرنامج الوطني لرسم الخرائط الجيولوجية (PNCG) في المغرب.
.