شهد العالم أسابيع من الجفاف “غير المسبوق”، مع انخفاض مستويات المياه في الأنهار والبحيرات، لكن هذا الأمر بالرغم من دلالاته المقلقة مناخيا، إلا أنه أدى إلى اكتشافات “مثيرة”، مثل السفن الأثرية الغارقة والمواقع التاريخية والتماثيل القديمة.
وكشف أسوأ جفاف شهدته أوروبا منذ 500 عام سفنا حربية ألمانية، غرقت خلال الحرب العالمية الثانية، كما كشفت عن دائرة حجرية من عصور ما قبل التاريخ أطلق عليها اسم “ستونهنج الإسبانية”.
وفي الصين، كشف انخفاض منسوب المياه عن جزيرة مغمورة وثلاثة تماثيل بوذية يُعتقد أن عمرها 600 عام، بينما في الولايات المتحدة كشفت بحيرة اجتاحها الجفاف عن جثث 5 أشخاص يُعتقد أنهم قُتلوا على يد العصابات المنظمة (المافيا).
اكتشافات أثرية بسبب الجفاف
وفي جميع أنحاء العالم، تمر البلدان بحرارة صيف حطمت الرقم القياسي لموجات الحر والجفاف التي أدت إلى انخفاض الأنهار إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.
وعلى طول نهر إلبه، الذي يتدفق من جمهورية التشيك إلى ألمانيا، كشف الجفاف عن “أحجار الجوع”، والتي تحمل عبارة “إذا رأيتني ابك”، وهي مجموعة صخور كان يستخدمها السكان لتسجيل معاناة السكان مع الجفاف خلال القرن الماضي.
وكشف الجفاف أيضا عن هياكل عشرات السفن الحربية الألمانية المحملة بالمتفجرات، والتي غرقت خلال الحرب العالمية الثانية بالقرب من ميناء براهوفو الصربي النهري.
وتعتبر هذه السفن من بين المئات التابعة إلى أسطول ألمانيا النازية في البحر الأسود على طول نهر الدانوب في عام 1944، والتي أغرقت عمدا أثناء انسحابها من القوات السوفيتية المتقدمة وقتها.
في إسبانيا، كان علماء الآثار مسرورين بظهور دائرة حجرية من عصور ما قبل التاريخ أطلق عليها اسم “ستونهنج الإسبانية” والتي عادة ما تكون مغطاة بمياه السد.
وكشفت “الدائرة الحجرية” الأثرية بالكامل في أحد أركان خزان فالديكاناس، في مقاطعة كاسيريس بوسط البلاد، حيث تقول السلطات إن مستوى المياه قد انخفض إلى 28 في المائة من السعة.
وهذه الدائرة الحجرية اكتشفها عالم الآثار الألماني هوغو أوبرماير في عام 1926، لكن المنطقة غُمرت في عام 1963 في مشروع تنمية ريفية في ظل ديكتاتورية فرانسيسكو فرانكو.
حالة طوارئ بسبب قنبلة
ومن ناحيتها، أعلنت إيطاليا حالة الطوارئ في المناطق المحيطة بنهر بو، بعد اكتشاف قنبلة غارقة من الحرب العالمية الثانية بوزن 450 كيلوغراما في المياه المنخفضة الجارية في أطول نهر في البلاد.
تمثال بوذي أثري في الصين
وفي الصين، تم العثور على ثلاثة تماثيل بوذية، يُعتقد أن عمرها 600 عام، في أعلى جزء من الشعاب المرجانية بالجزيرة يسمى فويليانج، والتي تم تحديدها في البداية على أنها بنيت خلال عهد أسرة مينغ وتشينغ. ويصور أحد التماثيل راهبا جالسا على زهرة لوتس.وجاء الاكتشاف بعد انخفاض منسوب المياه في نهر اليانغتسي بسرعة بسبب الجفاف وموجة الحر في منطقة جنوب غرب الصين.
في غضون ذلك، أدى الجفاف إلى سلسلة من الاكتشافات المروعة في الولايات المتحدة. تم العثور على جثث 5 أشخاص يعتقد أنهم قتلوا على يد المافيا في قاع بحيرة ميد التي يتراجع منسوبها بسرعة في لاس فيغاس.
وتم العثور في مايو على جثة ضحية أصيبت برصاصة في رأسها ووضعت في برميل قبل إلقاءها في البحر، وهي علامة للقتلة الذين انتشروا لاس فيغاس في السبعينيات والثمانينيات. بعدها بأشهر تم العثور على جثث أخرى قتلت بنفس الطريقة.