ألقت السلطات الأميركية أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024، القبض على عدد من موظفي شركة “غوغل” بعد تنظيم اعتصام لأكثر من 8 ساعات في مكتب توماس كوريان الرئيس التنفيذي للشركة بكاليفورنيا، احتجاجا على علاقات الشركة مع إسرائيل.
كما جرت اعتقالات أيضا بين صفوف موظفي عملاق التكنولوجيا في مكتب نيويورك عقب الاحتجاج الذي يعد جزءًا من مبادرة “يوم العمل ضد الإبادة الجماعية”، التي نظمها موظفو “غوغل” في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأقيمت احتجاجات في مكاتب “غوغل” في سياتل بالإضافة إلى كاليفورنيا ونيويورك تحت شعار “لا تكنولوجيا للفصل العنصري”، وهي مجموعة تضم أكثر من 1000 موظف في “غوغل” و”أمازون”.
ونشرت منصة “لا تقنية لنظام الفصل العنصري” عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لموظفي “غوغل” وهم يعتصمون داخل مقر “غوغل كلاود” في نيويورك، مطالبين بوقف دعم الشركة لإسرائيل في حربها على غزة.
كما أظهرت المشاهد قيام مجموعة من النشطاء بالتظاهر خارج المبنى دعما لموظفي الشركة المعتصمين في مكتب رئيسها التنفيذي.
وتشمل مطالب المحتجين، وفق بيان، أن تقوم “غوغل” بإسقاط مشروع “نيمبوس”، وهو صفقة حوسبة سحابية/ذكاء اصطناعي بقيمة 1.2 مليار دولار يشارك فيها كل من “غوغل” و”أمازون” ووزارة الدفاع الإسرائيلية.
كما طالب المحتجون بأن تتوقف “أمازون” و”غوغل” عن التعامل مع الفصل العنصري الإسرائيلي ودعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.
ووفق البيان الذي ألقاه أحد المتظاهرين طالب المحتجون الشركة بـ”وقف المضايقة والترهيب والبلطجة والإسكات والرقابة لموظفي غوغل الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ومعالجة أزمة الصحة والسلامة بين العاملين الذين يعانون من عواقب خطيرة على الصحة العقلية أثناء العمل في غوغل”.
ووفقًا لمتحدث باسم المتظاهرين، تم القبض على 9 موظفين في مكاتب الشركة في نيويورك وكاليفورنيا حيث طلبت “غوغل” من الشرطة اعتقال المتظاهرين الذين رفضوا المغادرة طواعية.
وقال المتحدث باسم “غوغل” إن الاحتجاجات كانت جزءا من حملة طويلة الأمد قامت بها مجموعة من المنظمات والأشخاص الذين “لا يعملون إلى حد كبير في غوغل”، فيما قال المتحدث باسم الشركة إن عددا صغيرا من الموظفين المتظاهرين “دخلوا وعطلوا اثنين من مواقعنا. وإن إعاقة عمل الموظفين الآخرين جسديا ومنعهم من الوصول إلى منشآتنا يعد انتهاكا واضحا لسياساتنا، وسنحقق في الأمر ونتخذ الإجراءات اللازمة”.
وتم وضع هؤلاء الموظفين في إجازة إدارية. كما تم قطع وصولهم إلى أنظمة الشركة، وفق المتحدث.
وقالت إدارة شرطة مدينة سانيفال الواقعة في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، إنه تم القبض على 5 متظاهرين بقوا في المبنى دون وقوع أي حادث بتهمة التعدي الجنائي على ممتلكات الغير وتم حجزهم في مقر إدارة السلامة العامة في سانيفال.
وقالت الشرطة إن المتظاهرين الذين رفضوا مغادرة المبنى تلقوا توبيخًا من قبل ممثلي “غوغل” وإدارة السلامة العامة في سانيفال الذي راقب ضباطهم الاحتجاجات التي شارك فيها نحو 80 مشاركا.
وكانت “غوغل” قامت مؤخرا بتعميق شراكتها مع الجيش الإسرائيلي أثناء الإبادة الجماعية في غزة، حيث وقعت اتفاقية جديدة بقيمة مليون دولار منذ نحو شهر.
والأسبوع الماضي، ذكرت مجلة “تايم” أن اثنين آخرين من موظفي “غوغل” استقالوا من الشركة بسبب مشروع “نيمبوس”.
وفي مارس 2024، طردت “غوغل” موظفا اعترض علنا على عمل الشركة لصالح الجيش الإسرائيلي، حيث وقف مهندس “غوغل” السابق وصرخ قائلا “أنا أرفض بناء تكنولوجيا تدعم الإبادة الجماعية أو المراقبة”.
وقد وقع الحادث في مؤتمر “مايند ذي تيك” (Mind the Tech)، وهو مؤتمر إسرائيلي سنوي للتكنولوجيا في نيويورك، خلال عرض تقديمي قدمه المدير الإداري لشركة “غوغل” في إسرائيل باراك ريجيف.
وكان المهندس يحتج على مشروع “نيمبوس” الذي واجهت “غوغل” انتقادات بسبب المشاركة فيه وتوقيع عقده في عام 2021.
ونشر المئات من موظفي “غوغل” و”أمازون” رسالة مفتوحة للتحدث علنا ضد الصفقة، قائلين إن التقنيات “تسمح بمزيد من المراقبة وجمع البيانات غير القانونية عن الفلسطينيين”.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الأول الماضي، نظم الموظفون عدة وقفات احتجاجية في مكاتب الشركة في سان فرانسيسكو اعتراضا على عقد الخدمات السحابية، ووقع أكثر من 600 موظف رسالة تحث “غوغل” على التوقف عن رعاية مؤتمر “مايند ذي تيك”.