تم، أمس الأربعاء، بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، إعطاء الانطلاقة للدورة الأولى ل”هاكاثون الماء”، الموجهة لجعل الابتكار في خدمة الماء.
وتمثل هذه المنافسة، ذات الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، تظاهرة مفتوحة أمام جميع المقاولين، والمقاولات الناشئة، والطلبة والجامعيين بجهة مراكش – آسفي، بهدف تقديم حلول لإشكاليات مرتبطة بتدبير الماء، من خلال مشاريع مبتكرة لإشكاليات التدبير وندرة هذه المادة الحيوية.
ويتنافس 20 مقاولا وشركة ناشئة على المراكز الـ 10 الأولى التي تمكن من المشاركة في مخيم تدريبي، والاستفادة من برنامج احتضان لمدة 3 أشهر تؤمنه حاضنة المقاولات الناشئة الذكية، حيث سيكون بإمكانهم الولوج، خلال هذه المدة، إلى تدريب، كلا على حدة، على تطوير وتسيير المقاولة، وإلى وسائل تطوير خطط أعمالهم، بالإضافة إلى شرائح العرض، مع وضع مجموعة كاملة من خدمات الاحتضان، رهن إشارتها، مثل وسائل الإعلام والموجهين، ومواعيد مع المستثمرين.
كما ستستفيد المشاريع العشرة الفائزة من مساعدة الانطلاق، والمقدرة بـ 500 ألف درهم، في إطار برنامج تسريع التمويل، فضلا عن تمويل إضافي من شركاء الهاكاثون.
وكشف توفيق أبو الضياء، أحد مؤسسي حاضنة المقاولات الناشئة الذكية، في كلمة خلال حفل إطلاق هذه المنافسة، أن هذا الهاكاثون يروم إذكاء روح الابتكار لدى الشباب وإعادة التفكير في المشاريع المبتكرة، الكفيلة بالحد من آثار الجفاف، مبرزا أن المقاولات الناشئة العشر الأولى ستستفيد من مكافآت من شأنها المساهمة في مساعدتها على الحصول على تمويلات أخرى ضرورية لإقامة مشاريعها، وإعداد، خلال ثلاثة أشهر، نماذجها.
من جهته، كشف المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار لجهة مراكش- آسفي، ياسين المسفر، أن الإجهاد المائي يمثل إشكالية هيكلية بالمغرب، وبهذه الجهة على وجه الخصوص، مسجلا أن هذه المنافسة تسعى إلى تحويل تحدي الإجهاد المائي إلى فرص للاستثمار موفرة للقيمة وفرص الشغل.
من جانبه، وصف الرئيس المشارك لمؤسسة الشرق الأدنى، جون أشبي، المركز الجهوي للاستثمار لجهة مراكش- آسفي وحاضنة المقاولات الناشئة الذكية بالرائدين اللذين يتوفران على “رؤية” في إحدى منظومات ريادة الأعمال الأكثر حيوية بالمغرب، مذكرا بأن المؤسسة، التي تأسست سنة 1915، تعمل في تسعة بلدان، من بينها المغرب، وتعمل مع شركائها المحليين من أجل فسح المجال لتنمية مبتكرة، ومستدامة.
وأوضح أنه على صعيد جهة مراكش – آسفي يتركز عمل المؤسسة على ريادة الأعمال والتنمية الصامدة أمام تقلبات المناخ، مع إيلاء أهمية خاصة لإدماج الشباب والنساء، مسلطا الضوء على مبادرة تنظيم هذا الهاكاثون، الذي يسمح بالاستفادة من الطاقة الإبداعية للشباب المغربي من أجل إيجاد حلول مبتكرة لأزمة الماء المرتبطة بتغير المناخ.
وتميز حفل إطلاق هذا الهاكاثون بتنظيم جلستين، حول موضوعي “الإجهاد المائي: ما بعد التحدي”، و”الذكاء في تدبير المياه”، بمشاركة خبراء، وأكاديميين، ومنظمات معنية بإشكالية الإجهاد المائي.
وأجمع مختلف المتدخلين خلال الجلستين، الذين أشادوا بتنظيم هذا الهاكاثون، على إبراز الارث المغربي الغني المرتبط بتدبير ندرة الماء، مؤكدين أهمية الاستلهام من بعض التقنيات العريقة لجلب والاقتصاد في الماء، على غرار نظام الخطارات.
كما أشادوا بهذه التعبئة العامة حول إشكالية ندرة المياه بالمغرب، التي أضحت أزمة عالمية، لكن بدرجات متفاوتة بحسب البلدان، مبرزين الدور الكبير للابتكار لمواجهة الانعكاسات السلبية المرتبطة بالإجهاد المائي.
وشددوا، بالمناسبة ذاتها، على ضرورة إشراك القطاع الخاص والفاعلين في مجال البحث العلمي قصد المساهمة في إيجاد حلول لندرة مصادر المياه.
ويهدف “هاكاثون الماء”، المنظم بمبادرة من المركز الجهوي للاستثمار لجهة مراكش- آسفي وحاضنة المقاولات الناشئة الذكية، ومؤسسة الشرق الأدنى، برعاية من ولاية جهة مراكش- آسفي، وبالتعاون مع جهة مراكش – آسفي وبشراكة مع العديد من الفاعلين من القطاعين العام والخاص، إلى الاستجابة للتحدي المرتبط بالإجهاد المائي، وتحسيس المنظومة الجهوية حول التدبير الجيد للماء، وتسليط الضوء على حلول مبتكرة وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية.
وتتناول التظاهرة مواضيع تتعلق، على الخصوص، بالتدبير المستدام للماء، وتصفية المياه ومعالجة الملوثات الدقيقة، ومعالجة الشوائب، والعجز أو غزارة التساقطات (جفاف، عواصف ..).
ويتعلق الأمر، أيضا، بمرونة وتكييف أنظمة تدبير المياه، وأدوات الرصد والإنذار، وأنظمة الري الناجعة، والحلول المتعلقة بالتسرب للتربة، وإعادة استعمال المياه الرمادية، وتثمين الماء للاستعمال المنزلي والصناعي.