*بسم الله الرحمٰن الرحيم*
1- رمضان يعني في ما يعني الحنين إلى كل جميل وأصيل.. رمضان أُنْس يتفتّح كوَرْد الذكريات.. رمضان شهر تزكية النفْس بامتياز.. رمضان شهر إسعاد الفقراء والتعرّف إلى الأسر المتعفّفة.. رمضان شهر جبْر الخواطر والتصالح مع النفْس المطمئنة ومع الأرحام والجيران والأصدقاء.. رمضان شهر المحبة في الله، والعمل لله، وفي سبيل الله..
2- رمضان كريم في كل شيء، اسمه كرَم، فائض النّعَم، وخيره مَغْنَم.. رمضان مَيدان المتسابقين، وجائزة الطائعين، وسَلْوة المحزونين.. رمضان يدٌ عُليا تتصدَّق ولا تخشى من الله إقلالًا، تتفنّن في وجوه الخير بعجائب المَكْرُمات في كل اتجاه.. رمضان فرحة تفطير الأيتام مع الأسرة الخاصة في أجواء البساطة والإكرام..
3- رمضان أذان ينساب في الآذان مع مضغ سُكّر التمرة شعورًا لا يوصَف، وكأن الصائم يتلمّس بشرى فوز طاعته، ويُفضي إلى ما قدّم من عمل، كأنه قاب قوسين أو أدنى من باب الريان.. وما أحلى الترداد مع المؤذن رغم الجوع! وما أجمل الشكر بصوت جماعي عندها: “اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وبك آمنت، وعليك توكلت، اللهم ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله”..
4- رمضان رجوع إلى فطرة الخير، إلى رحمة الإسلام، إلى صفاء الروح، إلى التنافس في دروب الخير؛ صيامًا وصلاةً وزكاةً وعمرةً واعتكافًا وتلاوةً وخشوعًا وبكاءً وتوبةً وتعلّمًا وتعليمًا وصدقةً وقيامًا وتفطيرًا وصبرًا ومصابرةً وجهادًا..
5- رمضان موعد الفتوحات الكبيرة والانتصارات العظيمة، ليكون أدْعَى للفوز، كما في غزوة بدر الكبرى وفتح مكة المبين؛ وها هو السلطان الغازي محمد بن مراد الفاتح رحمه الله يطلب إلى كل جنوده الصوم قبل يوم من فتح القسطنطينية (إسطنبول)، وكان النصر المؤزّر وتحقيق نبوءة النبي محمد عليه الصلاة والسلام؛ كما كان قادة جيوش المسلمين يتعمّدون أن تكون معاركهم عند صلاة الجمعة لتصيبهم دعوة خطباء المنابر: “اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل بقاع الأرض”..
6- رمضان معشوق المسلمين ومنية الوالهين.. رمضان سَعْد بارتياد المساجد ممن ضلّ السبيل وهجرها كل السنة.. رمضان نور عيون الأسرة عندما يصوم ولدها أول يوم في حياته.. رمضان إنجاز مَن أنهى بخشوع ختمةً للقرآن الكريم ترتيلًا كما أُنزل على صاحب الشريعة صلى الله عليه وآله وسلم..
*كرّةً أخرى يطير بنا هذا الشهر تطوافًا إلى بلاد الله الواسعة المحتفية برمضان، كلٌّ على طريقته، فهل جرّبتم رمضان في الحجاز والقاهرة ودمشق وإسطنبول وعمّان وبغداد والدار البيضاء والقدس…؟! فالعادة أنه حيث رمضان تخيّم البركة ولا ترحَل… فتأمّلْ وأقبِلْ…*
د. ش. أسامة شعبان
o.shaaban1976@gmail.com
o.shaaban@hotmail.com
صفحة فايسبوك الدكتور أسامة شعبان
@Dr.Ousama.Shaaban