للمراكشية: الاستاذ محمد البشحاتي
تقويم السنة الأمازيغية أو السنة الفلاحية، كما هي معروفة في المغرب، قديم في كل شمال افريقيا، وبعض دول الساحل كالنيجر ومالي، أي في الأقطار التي يوجد فيها الامازيغ.
وتبدأ السنة الأمازيغية يوم 12 يناير حسب التقويم الگريگوري (العالمي).
وفي عهد الامبراطور الروماني يوليوس قيصر، أصبح تقويم الأمازيغ تقويما رسميا في الدولة الرومانية. وفي القرن الثالث عشر، قرر البابا گريگوار العاشر Gregoire X، طبعا بابا الكاثوليك أن يبكر تقويم السنة ب 12 يوما. وهو التقويم الذي استمر الى الآن، بل واصبح عالميا. لكن لازال التقويم المسيحي ذو الأصل الأمازيغي، معتمدا عند الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية الى الآن ايضا، لان الكنيسة في الامبراطورية البيزنطية (اي إمبراطورية مسيحيي الشرق) بقيت على مذهبها ولم تتبع الفاتيكان دينيا، ولا الامبراطورية المسيحية الغربية سياسيا.
أغلب الظن ان الأمازيغ كان لهم بداية لاعتماد هذا التقويم، الا أن غلبة الثقافة الشفاهية على التقليد الكتابي من جهة، وكثرة ما كتبه الامازيغ بلغات البحر الابيض المتوسط كالبونيقية (لغة قرطاج)، والإغريقية (لغة الإغريق وبيزنطة)، واللاتينية (لغة روما) وليس بلغتهم، جعل بداية التقويم منسيا. خصوصا ان كل ما كتب في افريقيا الشمالية قد أتلف، الا ما وجد في اوروبا وكتب باللغات المذكورة أعلاه.
وفي ستينيات القرن العشرين، لاحظ بعض المدافعين عن الامازيغية وثقافتها (وهم قبائليون)، ان الدول الحديثة في شمال افريقيا أقصت الرافد الثقافي الاصلي لهذه البلاد. فبحثوا في تاريخ شمال افريقيا، وعلاقته بالفلاحة والارض، فوجدوا ان ملكا امازيغيا اسس السلالة 22 من حكام مصر القديمة واسمه شيشناگ (او شيشناق) ووزع في عهده اراضي زراعية على الفلاحين. وكان هذا الشخص يمثل الجيل السابع من عائلة عسكرية أبا عن جد. وقد اصبح ملكا لانه تزوج ابنة آخر ملك في السلالة 21 ، والذي لم يكن له وريث ذكر. وشيشونگ هذا من “الليبو”Libu اي من الامازيغ المستقرين بين الضفة الغربية لواد النيل الى غاية طنجة. وهؤلاء كانوا مزارعين عكس “تيحينو” الامازيغ الرحل الذين كانوا يرتحلون جنوب الليبو أي شمال الصحراء الكبرى (الساحل). وبما أن التقويم الامازيغي مرتبط بالارض، جعلوا اعتلاء هذا الملك العرش في مصر سنة 950 قبل الميلاد بداية للتقويم. والله اعلم.