الصفحة الرئيسيةثقافة \ أبحاثمراكش الذاكرة

ذاكرة مراكش .. مولاي الصديق العلوي أحد وجوه المدينة الحمراء

أرشيف المراكشية:

يعد الأديب مولاي الصديق العلوي أحد وجوه مدينة مراكش المتشربة بالروح الوطنية العالية والشخصية الفذة المتعددة الملامح والاهتمامات الفكرية والعلمية التي تنتمي إلى جيل الرواد في كل هذه المجالات، خاصة وأنه يتمتع اليوم بذاكرة قوية لدى استحضار تفاصيل المراحل العصيبة من تاريخ المغرب إبان فترة الاستعمار .

ويمثل مولاي الصديق العلوي بحق ، الذاكرة المراكشية الأصيلة في عنفوانها، لكونه يتسم بحضور البديهة والذاكرة التي تسعفه، رغم تقدمه بالسن، في استعراض أدق الجزئيات المتعلقة بجليل الأعمال التي حققها الرواد الأوائل .

وولد مولاي الصديق العلوي، الذي قدم لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعد أداء جلالته صلاة الجمعة بمسجد بن يوسف، لوحة تذكارية تتضمن الخطاب، الذي ألقاه باسم علماء جامعة بن يوسف أمام جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه لدى زيارة جلالته للجامعة، إثر عودته المظفرة من المنفى وحصول المغرب على الاستقلال، سنة بحي أزبزط بمراكش .

يتذكر مولاي الصديق العلوي أنه كان من حفظة القرآن وأهله ذلك للالتحاق سنة 1937 مباشرة، وبصفة استثنائية بالسنة الثانية من الثانوي بمدرسة بن يوسف، بدل الانتماء إلى الطور الابتدائي مثل سائر أقرانه في ذلك الوقت بعد أن اجتاز امتحاناتها بتفوق كبير في عهد وزير العدل آنذاك السيد الروندة، ذلك أن التعليم الأصيل في هذه الفترة “كان تحت وصاية العدلية “.

وذكر مولاي الصديق العلوي بالعديد من الأسماء التي كانت توجد بهذه المدرسة خلال هذه الفترة، والتي أصبحت ضمن قيادات الحركة الوطنية وجيش التحرير .

وأبرز أنه كان شغوفا بفنون الأدب والشعر، قبل أن يتقلد مهمة تدريس الآداب والفلسفة بمدرسة بن يوسف سنة 1957, وأنه كثيرا ما نظم مجموعة من القصائد الوطنية حول معركة الحرية والاستقلال بمناسبة زيارة محمد الخامس لمراكش، وفي السياق ذاته سجل أنه حرص آنذاك على التعبير عن إرادة الجماهير والتعبئة العارمة لكل فئات الشعب المغربي وراء محرر البلاد المغفور له محمد الخامس وإبراز نبل وووفاء الأسرة العلوية وإخلاصها وتضحياتها في سبيل حرية الشعب والوطن وكرامتهما فضلا عن “قيم الشهامة والتسامح التي ظلت تتحلى بها وتنقلها من الأجداد إلى الأحفاد حتى إزاء المغرر بهم من أبناء هذا الوطن “.

وتحدث مولاي الصديق من جهة أخرى عن شاعر الحمراء محمد بن ابراهيم (1901` 1954 ) خريج مدرسة بن يوسف وبعض الجوانب التي تغافلها النقاد والمتتبعون لمساره الأدبي, خاصة في ما لصق بهمن الانغماس في ملذات الحياة، فشدد على كونه لم يتخل قط عن التعبير وبقوة، حتى في أوقات ضعفه، عن انتمائه لهذا الوطن والدفاع عن قضيته معرفا بها في العديد من الملتقيات الأدبية والسياسية العربية والإسلامية عندما أقام لفترة معينة بمصر في نطاق رحلته الحجازية وبعد مزاولته لمهنة التدريس بمراكش

وتقلد مولاي الصديق العلوي عدة مهام أخرى أبرزها مستشارا في سفارة المغرب ببغداد سنة 1958, وعين إثرها باشا على مدينة سطات سنة 1961 إلى غاية مارس 1971

arArabic