بقلم ذ: محمد الطوكي
أشرنا في مقالنا السابق، في جريدتنا الالكترونية المراكشية، أن التحبيس على الحرمين الشريفين قد يكون:
أ– في المغرب، ويصرف ريعه لخدمة الحرمين الشريفين. ولقد بلغت تحبيسات هذا النوع في المغرب، حسب إحصائيات المرجع الذي اعتمدناه 61 عقارا، موزعا على الشكل الآتي:
فبالإضافة إلى جنان سقر المراكشي المحبس على المدينة المنورة، هناك 7 في فاس، و24 في مكناس، و 1 في تازة، و 4 في الدار البيضاء، و7 في سلا.
ب– عقارات تملكها مغاربة في أرض الحجاز نفسها، وحبسوها لفائدة خدمات الحرمين الشريفين. وهذا مسرد ببعض تحبيسات ملوك للدولة العلوية أو أفراد من عائلاتهم الشريفة على الحرمين.
1– تحبيس مولاي الحسن الأول:
– لفائدة المدينة المنورة: 3 عقارات يشمل كل منها على 3 طوابق.
– لفائدة الحرم المكي: 5 عقارات تتراوح بين طابقين وثلاث طوابق.
2– تحبيس المولى عبد الحفيظ:
– على المدينة المنورة: عقاران يشتمل كل واحد منهما على طابقين، بالإضافة إلى متجر.
– لفائدة الحرم المكي: 4 عقارات من عدة طوابق، بالإضافة إلى أرض شاسعة مسورة.
3– تحبيس للا لبانة نجلة السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل:
– حبست لفائدة الحرم المكي رباطا يدعى ” برباط الشريفة للا لبانة” وهذا الرباط الفسيح هو عبارة عن بناء، ما أشبهه اليوم بفندق، به 32 غرفة يتوسطه فناء واسع، يستفيد من هذا الأصل المحبس النساء المغربيات اللواتي تقطعت بهن السبل في أرض الحجاز، ولا يقتصر التحبيس على النساء المغربيات المشار إليهن بل يتعداهن إلى جميع نساء المغرب العربي ،( الجزائر، وتونس، وليبيا) أما أرض شنكيط فلم ينازع أحد في مغربيتها آنذاك”. وثيقة شاهدة نصا وروحا على مغربية الصحراء.
فهذا الشكل من التحبيس إن دل على شيء فإنما يدل على الرابطة الوثيقة الجامعة بين المشرق والمغرب قوامها العروبة والإسلام، لقد تمتنت، بحمد الله، هذه اللحمة عبر مجموعة من الوسائط الروحية والثقافية والحضارية والسياسية، ومن هم بفصم عراها أو النيل منها، فسيجد نفسه كمن قال فيهم الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
الهامش:
1– joseph lucciani : les fondations pieuses au Maroc impr-royale 1982 هامش1ص:138.