أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن اللغة العربية كان لها قدرها في زمن رسول الله صلى الله وعليه وسلم وصحابته، حيث كان للخليفة الثاني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مواقفه من المستهترين بأمر اللغة ومنها أنه مر على قوم يسيئون الرمي، فقرعهم فقالوا: إنا قوم «متعلمين»، فأعرض مغضبًا، وقال: والله لخطأكم في لسانكم أشد على من خطئكم في رميكم.
وأضاف وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة تحت عنوان «لغة القرآن والحفاظ على الهوية»، من مسجد ابن عطاء الله السكندري بمحافظة القاهرة، إن أبا موسى الأشعري كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتاباً فوجد فيه لحناً، فقال اضرب عاملك سوطاً وأعزله عن عملك، يقول حافظ متحدثاً عن اللغة :«سقى الله في بطن الجزيرة أعظما.. يعز عليها أن تلين قناتي».
وأكد وزير الأوقاف أن الأديان كلها رحمة وجاءت لسعادة الناس لا لشقائهم، وأن الحياة بلا دين ظلام دامس وغابة موحشة، وأن العيب ليس في الأديان إنما في المتاجرين بها والجاهلين لطبيعتها النقية .
وشدد وزير الأوقاف على أن الأديان السماوية كلها إنما جاءت لسعادة البشرية، فالمقاصد العليا للأديان إنما تعمل في ضوء جلب المصلحة أو درء المفسدة أو على تحقيقهما معا، وأهل العلم والفقه أن المصالح العليا للشرائع قائمة على حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض ،فكل ما يؤدي إلى حفظ هذه الخمس فهو مصلحة، وكل ما يضر بها فهو مفسدة ودفعه مصلحة.
وأشار إلى أن اللغة العربية هي وعاء القرآن والسنة النبوية وفهمهما، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، مشيراً إلى أهمية اللغة في فهم السياق القرآني ومنه قوله تعالى: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة» فجعل الحسنات درجات وكذلك السيئات، وكأنه سبحانه وتعالى يقول لنا الحسنات درجات وعليكم بأعلاها، والسيئة درجات فاحذروا أعلاها وأدناها.
وأوضح وزير الأوقاف، أن نزول القرآن الكريم باللغة العربية هو تشريف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: «وإنه لذكر لك ولقومك»، والتكليف لنبينا صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده يقول تعالى «وسوف تسؤلون عن حمل هذه الأمانة.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن تعلم اللغة العربية وإتقانها من الدين، مستدلاً بما روي عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حيث مر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على قوم يسيئون الرمي، فقرعهم فقالوا: إنا قوم «متعلمين»، فأعرض مغضبا، وقال: والله لخطؤكم في لسانكم أشد على من خطئكم في رميكم.
وأضاف: «نحث على تعلم اللغات الأخرى ولكن ليس على حساب العربية لغة القرآن الكريم» .