في 11 من سبتمبر 2001، ووفقًا للرواية الرسمية الأمريكية، استولت مجموعات صغيرة من الخاطفين على 4 طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها في استهداف عدد من المبان المهمة والسيادية في العاصمة الأمريكية واشنطن وفي مدينة نيويورك.
ماذا حدث في 11 سبتمبر 2001؟
في ذلك اليوم، أصيب الأمريكيون بصدمة كبيرة بعد استهداف طائرتَي ركاب مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، كأول هجوم على الأراضي الأمريكية منذ هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية سنة 1940.
وضربت طائرتان برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت طائرة ثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن.
أما الطائرة الرابعة، فتحطمت في حقل بولاية بنسلفانيا، ويُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول، مقر مجلسَي النواب والشيوخ (الكونغرس) في واشنطن العاصمة.
بعدها بوقت قصير، أعلنت الولايات المتحدة إغلاق مجالها الجوي، في محاولة لوقف المزيد من الهجمات المحتملة.
“حرب عالمية على الإرهاب”
عقب الهجوم، بدأت الولايات المتحدة حملة دولية للقضاء على تنظيم “القاعدة” وجميع الدول التي قالت إنها “توفر ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية”، بعد أن تبنى التنظيم هجمات 11 من سبتمبر 2011.
في خطاب أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، قال الرئيس جورج دبليو بوش “من اليوم فصاعدًا، ستَعُد الولايات المتحدة أي دولة تؤوي الإرهاب أو تدعمه أنها نظام مُعادٍ”، معلنًا وضع بلاده في “حالة تأهب للحرب”.
وأضاف “الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهاب الذي يهدد أسلوب حياتنا هي إيقافه والقضاء عليه وتدميره في مكان نموه. إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين”.
الغزو الأمريكي لأفغانستان
في السابع من أكتوبر 2001، بدأت الولايات المتحدة عملية عسكرية ضد حكومة طالبان الأفغانية إثر رفضها تسليم زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن، الذي وصفته واشنطن بأنه “العقل المدبر” للهجمات.
وخلال شهرين، تمكنت قوات الولايات المتحدة وحلفائها من إسقاط نظام حكم “طالبان”، وبعد نحو عامين ونصف من بداية الغزو، أعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد نهاية العمليات القتالية الرئيسية، لكن وجود القوات الأمريكية استمر في أفغانستان 18 عامًا، حتى الانسحاب في أغسطس/آب 2021 وعودة طالبان إلى الحكم.
الغزو الأمريكي للعراق
بعد أقل من عامين من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، بدأت الحرب في العراق في 19 من مارس/آذار 2003، وقادت واشنطن تحالفًا دوليًّا أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين، بزعم تطويره أسلحة دمار شامل وارتباطه بتنظيم القاعدة، وهي ما اتضح لاحقًا أنها مبررات غير دقيقة، ولم تثبت صحتها.
ومحاولًا تبرير الحرب على العراق، قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي قبل شهر من الغزو “كل تصريح أُدلي به اليوم مدعومًا بمصادر موثوقة، ما نُقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنية على معلومات استخباراتية موثوقة”.
لكن لم يتم العثور على أي أسلحة كيميائية ولا بيولوجية في العراق، رغم تحقيقات مكثّفة أعقبت القضاء على صدام وجيشه، ليخرج كولن باول لاحقًا ويقول إن خطابه في مجلس الأمن كان “أكبر شي ندم عليه” خلال عقود من عمله في الخدمة العامة.
حروب أمريكا السرية
بجانب الغزو الأمريكي لكل من أفغانستان والعراق، كانت هناك حرب أخرى تدور في الخفاء شملت عمليات ترحيل سرّية لمشتبه بهم في قضايا إرهاب تعرضوا لتعذيب وحشي في مواقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والسجن العسكري الأمريكي في خليج غوانتانامو بكوبا.
وفي 2014، أصدرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي تقريرًا يتألف من أكثر من 500 صفحة انتقدت فيه تصرفات وكالة الاستخبارات ضمن برنامج الاعتقالات بشأن الإرهاب ومحاولتها التقليل من مدى الانتهاكات والكذب بشأن فاعلية البرنامج.
وكتبت رئيسة اللجنة ديان فاينشتاين في التقرير “قرر موظفو وكالة الاستخبارات المركزية، بمساعدة متعاقدَين خارجيَّين، بدء برنامج للاعتقال السري إلى أجل غير مسمى، واستخدام أساليب الاستجواب الوحشية في انتهاك لقيمنا وللقانون الأمريكي والتزامات المعاهدات”.
اغتيال أسامة بن لادن
بعد نحو 10 سنوات من الغزو الأمريكي لأفغانستان، أعلنت الولايات المتحدة أنها قامت باغتيال أسامة بن لادن، الذي وصفته بالعقل المدبر للأحداث، وذكرت أنه كان يقيم في مدينة أبوت آباد الباكستانية.
وجاء في تفاصل عملية الاغتيال أنه في الثاني من مايو 2011، عبرت طائرتا هليكوبتر من طراز “بلاك هوك” الحدود الباكستانية، وحلقتا على ارتفاع منخفض من منزل أسامة بن لادن، حيث أنزلت قوات من العمليات الخاصة الأمريكية اقتحمت مكان إقامته وقتلته وأخذت جثته للتأكد من هويته.
وذكرت الإدارة الأمريكية أنه بعد التأكد من هوية أسامة بن لادن، دُفنت جثته في مكان ما شمال مياه بحر العرب، وقال مسؤولون أمريكيون إن الهدف من دفنه في البحر هو الحيلولة دون تحوّل قبره إلى مزار، وحتى لا تصبح جثته رمزًا للتبجيل أو مصدرًا لإلهام من تصفهم بالمتشددين.
أحداث 11 سبتمبر ونظريات المؤامرة
بعد أحداث سبتمبر، خرجت تفسيرات عدة تتهم اليهود وإسرائيل وإدارة بوش بالتورط في الأحداث، بهدف غزو العراق ودول المنطقة حتى تتحكم أمريكا وإسرائيل بالسيطرة في موارد المنطقة وثرواتها.
وروَّج مؤيدو هذه النظرية أن الهجوم لم يتسبب في مقتل أي يهودي، لأن أربعة آلاف موظف يهودي يعملون هناك تلقوا إشعارًا سابقًا بعدم الحضور للعمل.
وذكر فريق آخر أن برجَي مركز التجارة العالمي سقطا نتيجة انفجارات متعمَّدة في أساساتهما وليس بسبب اصطدام الطائرتين المختطفتين، كما انهار المبنى الذي يضم مكاتب وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع ومكتب إدارة الطوارئ، بعد ساعات من انهيار البرجين التوأمين دون أن تضربه طائرة أو يُستهدف بشكل مباشر.
وقالوا إن وقود الطائرات لا يمكنه إذابة العوارض الفولاذية التي يتكون منها برجا التجارة العالميَّين، مما يشير -من وجهة نظرهم- إلى أنهما ربما تعرضا للهدم بالمتفجرات.
نظرية ثالثة انتشرت بشكل كبير ترى أن مبنى البنتاغون تعرّض لهجوم بصاروخ أمريكي ضمن مؤامرة حكومية، وليس نتيجة استهدافه بطائرة مختطفة، ويرون أن الفجوة التي حصلت في مبنى البنتاغون كانت صغيرة، لا تتناسب مع حجم الدمار الذي يمكن أن يسببه ارتطام طائرة ركاب ضخمة.
تواطؤ الرئيس بوش
كما انتشرت نظرية رابعة، تتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش بالمساعدة في الهجمات أو أنها لم تتخذ أي إجراء لوقفها، وأن مسؤولي إدارة بوش كانوا على علم بالهجمات وسمحوا بوقوعها عمدًا، حتى يتمكنوا من شن حرب في الشرق الأوسط.
وقد ذكر التقرير النهائي للجنة 11 سبتمبر المكلفة بتقييم كيفية وقوع الهجمات والتوصية بالخطوات اللازمة لمنع وقوعها في المستقبل، الذي صدر عام 2004، أنه على الرغم من التحذيرات المتزايدة خلال صيف عام 2001 بأن شيئًا ما كان يجري على قدم وساق، فإنه لم يتم التعامل بحزم مع هذه التحذيرات.
المصدر : الأناضول والجزيرة مباشر