تغرق الجزائر في نوع من الانسداد المزمن، وفي جميع الاتجاهات، ارتجال السلطات العمومية الذي ساهم في تحويل سوء التدبير إلى هذيان، وذلك حسب صحيفة “لوماتان دالجيري “.
وأوضحت الصحيفة، و تحت عنوان “تيه شعب ، وارتجال سلطة”، أن الهذيان هو “عدم عدم معرفة السلطة التنفيذية كيفية التخطيط إلى أبعد من شهرين ، وعندما تدير، يوما بيوم، الشؤون الحساسة للأمة، عندما تفقد علاقتها المباشرة مع الشعب، الذي تدعي أنها تديره”.
وحذرت الصحيفة من أن كل سياسة تتجاهل مشاعر وبؤس السكان تؤدي، تباعا، الى خسارة الشعب ذاته لهذا البلد، ، وحتما، إلى خسارة كل كرامة إنسانية .
وأوضحت أن الأمر يتعلق، عموما، بسياسة، التخلي، إن لم تكن سياسة عدم تقديم مساعدة لشعب في خطر ، مشيرة الى ارتفاع شعور الجزائريين، وبمرارة، بمصائبهم” .
” الجزائريون لا يرون أي بصيص أمل في الأفق” تعلق الصحيفة، موضحة: من حرائق الغابات صيفا، غلاء المعيشة ، الركود الاجتماعي ، شح المياه ، غياب الآفاق ، تصاعد رهيب في ظاهرة “الحراكة”.
وترى بأن الأمر يتعلق بشعب تائه تحت أجواء رمادية وعاصفة ، يكافح من أجل البقاء ، للخروج من العتمة، ومن أجل الخلاص .
وعلقت الصحيفة بالقول ، إنه و”ينظرة من فوق، أضحت الجزائر أحجية لا يمكن لأحد أن يفسرها. أما إذا نظرنا إليها من الداخل ، فإنها تبدو أشبه بعملاق بأقدام من طين ، غير قادر على إطعام وحماية أطفاله”.
وأشار صاحب المقال الى أن هجرة الجزائريين الى السواحل الإسبانية لم يعد من الممكن أن يكون إلا مؤشرا على أن لا شيء على ما يرام ، وأن النظام أفلس، وأن ألاعيبه لم تعد خافية ، وأن النخب قد انفصلت عن الشباب.
وسجلت الصحيفة أن الشباب سئم من انتظار حدوث تغيير قد لا يأتي أبدا.
وخلص الى أنه يتم، كثيرا، “الترديد أن إصلاحات العلاج الوهمي ستكون كافية لكبح الأزمة ، لكن الواقع يقول ويفرض شيئا آخر”.
وبحسب وسائل الإعلام ، فإن التغيير ممكن بشرط أن يتحد الشعب ونخبه، وأن يكونوا متجانسين، شريطة، أيضا، أن يكونوا عازمين على المضي قدما، في تطوير مشروع مجتمعي، يكون قادرا على إخراج الجزائر، بسرعة ، من المستنقع الذي تجد نفسها فيه.
و م ع