مرة أخرى، وعلى أساس مزاعم لا وجود لها، يتعرض المغرب لحملات ممنهجة قصد تشويه صورته، لا سيما داخل البرلمان الأوروبي.. فكيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد هذه الحملات المجانبة للصواب والبعيدة عن منطق العقل والحكمة؟
ما يلاحظ مؤخرا، هو أن الإصلاحات والإنجازات التي باتت تعرفها المملكة، أصبحت تزعج وتقلق بعض الأطراف التي باتت رودود أفعالها هجومية وغايتها تشويه صورة وسمعة هذا البلد الأمين.
ولم تخف محاولاتها البائسة لإبطاء الدينامية المتقدمة التي يعرفها المغرب، فأصبح هدفا لبعض المجموعات داخل البرلمان الأوروبي قصد خدمة أجندات خفية.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي أجمعوا على رفضهم كل هذا الاستهداف غير المبرر، وجاءت تعليقاتهم رافضة لأي شكل من أشكال التطاول على المغرب، سواء بدعوى أن هذا البلد يعيش خروقات وديكتاتورية، أو بدعوى أن مجال حقوق الإنسان يقلق الشركاء الأوروبيين… بل رأوا بأنه تدخل سافر في شأن داخلي ومسّ بمؤسسات الدولة.
فبينما يرى أحدهم بأن الاستهداف الخارجي، مهما بلغت قوته، تبقى تأثيراته محدودة، لذلك وجب الاستمرار في سياسة الإصلاحات والإنجازات وتقوية المغرب داخليا. يرى آخر بأن هذه الحملة ضد المغرب، ما هي سوى ترجمة لارتباك سياسي واضح باتت تعيشه بنية المؤسسات الأوروبية.
أما آخر، فيرى بأن استهداف المغرب بشكل مباشر، يوضح بشكل جلي اختراق المؤسسات الأوروبية من طرف بعض أعضائها لتنفيد أجندات خارجية من أجل حسابات سياسية ضيقة.
بينما ذهب آخر في تحليله، ورأى بأن التساهل مع هذا النوع من الحملات يمكن أن يهدد الشراكة الإستراتيجية بين الرباط وبروكسل.
وبينما رآى البعض بأنها محاولات يائسة من أوروبا لإركاع المغرب، خصوصا وأن مغرب اليوم، ليس هو مغرب الأمس، وهذا ما شعرت به أوروبا التي لاحظت بأن المغرب بات ينافسها في إفريقيا بقيامه بمشاريع ضخمة بمعيار رابح رابح وليس بمعيار رابح خاسر الذي تبتنه أوروبا في سياستها مع إفريقيا.
رأى آخر، بأن أوروبا رأت بأم عينها أن مغرب النصف النهائي في كأس العالم هو نفسه الذي بات يقارع العالم اقتصاديا وسياسيا.
أما أخرون فرأوا بأن: « أوروبا لا تتحرك ضد بلد إلا وقد أزعجها كتيرا و كل هاد التهريج لم يعد ينفع مع المغرب، جربوا عشرات الحملات الإعلامية ضده، والان البرلمان الأوروبي، و كلها تهريج. المغرب سيشكل خطرا كبيرا على أوروبا مستقبلا و هذا تعلمه كل الدول أولها إسبانيا و محاولة تقزيمه و ردعه لم تعد تجدي ».
أما الدكتور عمر الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية، فأكد بأنه يجب أن تتوقف عمليات الابتزاز والمساومة والمقايضة، مضيفا، بأن ما ينبغي أن يفهمه كل الخصوم أن بلدنا عبر تاريخه الطويل واجه وتعايش مع كل أشكال الاستهداف الموجه له بشكل مباشر أو تحت الطلب أو عن طريق الوكالة سواء كان مصدر هذا الاستهداف دول بعينها أو منظمات دولية تخدم أجندات معادية.
مبرزا بأنه ليس من المبالغة القول أن بلدنا ينتظر مزيدا من حملات الاستهداف في المستقبل التي تستخدم وسائل وأساليب خبيثة وماكرة، ببساطة لأن المغرب هو الدولة العربية الوحيدة في شمال إفريقيا التي تمتاز بالاستقرار السياسي والاجتماعي وتنعم بنصيب كبير من الممارسة الديمقراطية وتتميز بالاستقلالية في اتخاذ قراراته السيادية، ويرسم مصيره بيده، رغم ما يمكن أن يسجل من مصاعب واكراهات وجوانب النقص في نجاعة السياسات العمومية وهذا أمر عادي ويحتاج التقويم والمساءلة الداخلية.
بين الفينة والأخرى، يجد المغرب نفسه في مرمى حملات ترتكز على أسباب واهية، ليس الغرض منها خيرا، وإنما محاولات يائسة لإبطاء عجلة النمو السريعة التي باتت تعرفها الممكلة على جميع الأصعدة، ولعل بلوغ المغرب نصف نهائي كأس العالم، والرسائل العظيمة التي بعث بها إلى العالم، أقلق وازعج بعض الجهات فبادرت إلى حياكة حقدها لتكيد كل هذه المكائد نحو دولة لا ذنب لها سوى أن نجمها سطع… « اللهم أكثر حسادنا »…