الصفحة الرئيسيةعامةمراكش الذاكرة

مراكش قبلة عالمية (2)….ولكن من المستفيد ؟

المراكشية : عبد الله أونين / أرشيف (2010)

اٌقتصاديا تغيرت الأوضاع في مراكش، وارتبط ذلك بتغير وتنوع المجالات الاقتصادية وبذلك تم التخلي عن العديد من المهن والحرف وأنواع التجارات التي كان يزاولها المراكشيون وحلت محلها أنماط اقتصادية، ارتبط مجملها بالسياحة والعقار والمطعمة وأنماط أخرى من المجالات التجارية .


وتضاعف مؤشر المصاريف اللازمة وهو ما خلق تباينا بين الفئات السكنية ، فظهرت أنشطة أخرى رفعت أناسا صاروا بين عشية وضحاها في بحبوحة العيش ، في الوقت الذي ظل فيه أبناء هذه المدينة في دائرة الإملاق ، وتسلط متسلطون على مجالات ظلت حكرا على ممارسيها فاصبح منطق أصحاب الشكارة يتحكم في الخياطين والخرازين والحدادين وحتى البناة والجباصين والنجارين وغيرهم من الحرف التي استطاعت مقاومة رياح التغيير الذي تولد عن المكننة والتكنولوجيا الحديثة أولئك الذين كان جشعهم وراء عجز ذوي الدخول عن الاستفادة من خدمات أصحاب تلك الحرف التي منها ما صار بعض ممارسيها يتبرمون من خدمة المحليين وحتى إذا قبلوا بذلك فإنه يكون بالأثمنة التي يريدونها والتي تعجز جيوب الطبقة الكادحة عن توفيرها وهو ما أنعش مقاولات القروض التي استفادت من مصائب الأقوام المفقرة.

ومما يثير التخوف من سياسة اعتماد القطب السياحي كمجال أول لاقتصاديات مراكش ،هو بناء ذلك الاعتماد على الفرضيات ولعل الأزمة السياحية التي تعاني منها سائر الفنادق بمراكش التي لم يعد يفصل بعضها عن بعض سوى طريقات لايزيد عرضها عن عشرة أمتار تلك الأزمة التي دفعت بأرباب تلك الفنادق إلى الرمي بجيوش من االعاملين لديهم إلى هوة البطالة القسرية ، وإغلاق منافذ التشغيل التي تخضع -إن فتحت لمنطق الزبونية – راكبين ذريعة الأزمة التي يحار العقل في تفسيرها أمام أرقام ليالي المبيت بالفنادق التي يصرح بها في مطلع كل شهر .

تغيرت الأوضاع الاقتصادية و تغيرت النظرة لمستوى العيش فنمت بطريقة أو أخرى أنشطة هامشية لا ننكر بأن لها جذور بمراكش ، شأنها في ذلك شأن سائر المدن لكن تصنيف مراكش ضمن صفوف مدن عالمية ترى في تلك الأنشطة الهامشية جزءا من عماد تواتر نمو اقتصادها في الوقت الذي يعتبر بالمجتمعات من قبيل مجتمع مراكش بوصمة العار المستفز لحفيظة المراكشيين بالخصوص والمغاربة بشكل عام، هذا مع استحضار أن الموارد البشرية الممارسة لتك الأنشطة تتوافد على مراكش من جهات محيطة بها.

وتنامت ظواهر المتاجرة في الممنوعات والاعتداءات بالأسلحة البيضاء من شباب محليين ومن المداشر والقرى والمدن المحيطة ووازع أولئك هو تحقيق الثراء باسرع الطرق للتمكن من مسايرة مظاهر البذخ التي تعرفها مراكش في بعض أحيائها وشوارعها ومراكزها التجارية وهذه المظاهر ليت في الحقيقة سوى لفافة تخفي الوقاع الحقيقي المزري لساكنة من قبيل ساكنة الأحياء التي نتورع عن ذكراسمها أحتراما لمشاعرها.

صحيح أن ما تحقق بمراكش من طفرات جعلت منها قبلة عالمية للزوار، لا ينبغي أن يرى بعيون النكران والجحود، لأهمية تلك الطفرات وعوائدها ، لكن ، لو واكب ذلك التمدن الذي شهدته مراكش، تنمية حقيقية يستفيد منها العباد تنمحي معها كل الآثار التي تسيء لوجه هذه المدينة التي طبق اسمها الآفاق ، ليكون مستوى عيش وسكن ساكنتها في مستوى ذلك الصيت، ولو ضيق الخناق على جحافل من الوصوليين الذين تحولوا بين عشية وضحاها إلى ملاكين أو تجار كبار حملتهم رياح انتخابات حكمها المال الحرام واستغلال فاقة الناس لكسب أصواتهم إلى احتلال مواقع لا يستحقونها فانشغلوا عن العمل للصالح العام باللهث وراء ما يزيد في ثرائهم الفاحش الذي ظل خارج ما تمت المصادقة عليه من سنوات بخصوص ” من أين لك هذا ؟

الأمل كبير، لكن ليس في تدارك ما حصل، إذ يستحيل الرجوع إلى الوراء ، لكن الأمل معقود على أن يتم التصدي بحزم لذوي النيات السيئة وللذين قادتهم أهواءهم لشغل مناصب النيابة عن المواطنين واتخاذ قرارات باسم أولئك المواطنين تجافي الصالح العام ،والأمل معقود على أن لا تكون رياح التغيير المنشودة محصورة في إصدار مذكرة تحث على ضرورة تثبيت التنبر على كل وثيقة صادرة عن السلطة او المجلس لفائدة المواطن بغية ضمان تنمية المداخل المالية أو القيام بجولات عبر تراب المدينة هذا عمل يومي مطلوب لكن هناك أوراش إصلاح لا بد من اقتحامها كتحرير الملك العام الذي بات لقمة سائغة في أفواه من تخصصوا في التسلط عليه ، والتصدي لموجة افجرام الذي لا يزيد إلا انتشارا، وإعطاء اولوية فرص الشغلل لأبناء المدينة وإيلاء مراكز التكوين ما تستحقه من مصداقية من خلال توظيف خريجيها ، والتصدي لظاهرة الكيل بمكيالين بخصوص الاهتمام بسائر الأحياء والتخلي عن السياسة المتبعة في هذا الباب والقائمة على إيثار احياء على حساب اخرى ، وحماية ما تبقى من مجالات خضراء وخصها بالعناية لبعث الحياة فيها (عرصة بوعشرين ) مثلا وتنفيذ مشاريع تم إقبارها نتيجة لنعرة انتخابية (حديقة المحاميد لجنوبي) ويبقى تحقق كل هذه الأمال وغيرها كثير رهين ب: لو..

arArabic