نجح الشاب البريطاني ذو الأصول المغربية حمزة تاوزال في تحقيق إنجاز تاريخي بتقلّده منصب العمدة في واحدة من أرقى وأغنى مناطق العاصمة لندن.
وتمكن الشاب البريطاني البالغ من العمر 21 عاما من الظفر بمنصب عمدة بلدية “ويستمنستر” في قلب لندن، عقب الانتخابات المحلية التي شهدتها المملكة المتحدة في أبريل الماضي، وتعتبر هذه البلدية هي الأغنى في البلاد بالنظر لوجود كل مؤسسات البلاد المهمة من برلمان ومقر رئاسة الحكومة وقصر الملكة.
وحظي إنجاز الشاب البريطاني من أصول مغربية باهتمام إعلامي وسياسي واسع، إذ نجح في تحقيق ما لم يستطع أي شاب في سنه تحقيقه في تاريخ البلاد، إذ لم يتم تسجيل وصول أي شاب لمنصب العمدة وهو في سن 21.
وخلال لقائه مع الجزيرة نت، لا يزال حمزة يحافظ على قدرته في الحديث بالدارجة المغربية، رغم أنه ولد في بريطانيا وعاش فيها كل حياته
سياسي منذ الطفولة
رغم حداثة سنه، فإن حمزة بدأ بالاحتكاك بالعمل السياسي منذ سن مبكرة، ويقول إنه انخرط في العمل السياسي وهو في الـ16 من عمره، حيث انضم لمجلس البلدية المخصص للشباب، وهو هيئة موازية في البلديات البريطانية يتم تسييره من طرف الشباب.
وفي العام 2016 تم اختياره ممثلا للشباب في عمر أقل من 18 عاما في مجلس بلدية ويستمنستر، وقد منحه ذلك فرصة للتعرف على العمل السياسي عن قرب.
بعدها بعامين انضم حمزة إلى حزب العمال، واختير لعضوية مجلس كوينز بارك التابع لمنطقة ويستمنستر ليكون بذلك أصغر عضو في المجلس.
حلم يتحقق
مكنت النتائج الجيدة التي حققها حزب العمال المعارض خلال الانتخابات البلدية الأخيرة خصوصا في العاصمة لندن، من انتزاع مجالس البلديات الموجودة في قلب العاصمة لندن من يد حزب المحافظين، خصوصا بلدية ويستمنستر التي ظلت لأكثر من 20 عاما في يد المحافظين.
ومباشرة بعد هذه النتائج، قررت قيادة الحزب في المنطقة ترشيح حمزة لمنصب العمدة (Lord Mayor) ليكون بذلك أصغر من يتقلد هذا المنصب في تاريخ البلاد، وجاء قرار الحزب بعد الدور الكبير الذي قام به حمزة قبل وخلال الانتخابات وسعيه لإقناع الشباب بالتصويت في الانتخابات.
ويصف حمزة شعوره عند إخباره بترشيحه لهذا المنصب بأنه “شعور خيالي ويفوق الوصف، لدرجة أنني بقيت للحظات مصدوما وغير مصدق للأمر”.
وأضاف أن وقع الخبر كان قويا حتى لأسرته “عندما اتصلت بوالدتي لأخبرها بالأمر لم تصدقني أيضا، وتطلّب الأمر الكثير من الشرح حتى تقتنع بالموضوع”.
وبكثير من الحماسة والسعادة، يتحدث حمزة عن حياته الجديدة كعمدة لواحدة من أهم بلديات المدينة، بالقول إن حياته تغيرت “أشعر أنني أدخل مرحلة جديدة من حياتي لم أكن قط أتوقعها، وما زلت أحاول استيعاب الأمر تدريجيا، ولكن أيضا أشعر بالمسؤولية”.
صوت الشباب
رغم أن منصب العمدة يتطلب الكثير من الحياد، كما أنه ظل حكرا على كبار السن والأشخاص المتقاعدين، فإن تولي المنصب من أي طرف يستلزم الكثير من التغييرات التي يخطط تاوزال للقيام بها.
ويعي تاوزال حجم المسؤولية الملقاة عليه، “لأنني أول مسلم وأصغر شخص يتقلد هذا المنصب وعلي أن أمثل المجتمع الذي أنتمي له أحسن تمثيل”.
ويعتزم حمزة، حسب ما قال ، أن يكشف للجميع الوجه الآخر لمنطقة ويستمنستر، حيث “جرت العادة أن الناس تعرف عن هذه المنطقة أنها منطقة الأغنياء والبنايات الفخمة، ولكنْ هناك جزء منها مخفي وهو الأحياء التي يسكنها ناس عاديون، وهؤلاء يحتاجون لإسماع صوتهم وسأكون أنا صوتهم”.
ومن الأولويات التي سيشتغل عليها العمدة الشاب هي تحفيز الشباب على الانخراط في العمل السياسي “لأنني أعتبر نفسي نموذجا ناجحا في العمل السياسي”.
ويدرك العمدة الشاب أن الأعين ستكون مركزة عليه بالنظر لكونه أول عمدة مسلم يتقلد هذا المنصب، ولهذا سينصب عمله على “إظهار التنوع الثقافي الذي تعرفه المنطقة التي أعيش فيها ولأنه من مهامي استقبال السفراء الأجانب سآخذهم للتعرف على التنوع الثقافي الذي تعرفه لندن وأن أبين للجميع أن هذا المجتمع قوي بفضل تنوعه”.
موقع الجزيرة