عبد الصمد الگباص
ليس في قلب الكاتب العالمي خوان غويتسيلو حسرة على شيء فقده في مراكش أكثر من حسرته على قهوة ماطيش•
ذلك المقهى البسيط الذي كان يستقر قرب زاوية السوق الجديد والذي كان فيه خوان يداوم على الجلوس بمعية عدد من أصدقائه المراكشيين، ومنه كان يراقب أحوال الساحة وحكواتييها، وفيه تبلورت مشاريع إبداعية وأفكار
على جدارها علقت صورة كبيرة لخوان غويتسلو الذي وقع عليها بهذه العبارة قهوة ماطيش،أحسن قهوة في العالم•
– وصف خوان غويتسولو مقهى مطيش بأنها “ملتقى للعارفين الڭناويين، والمعلمين وأساتذة المعاهد، وأصحاب البازارات والفتيان النشطاء، وصغار المهربين، والشطار ذوي القلوب الطيبة، وباعة السجائر بالمفرد، والصحفيين والمصورين والأجانب غير السائحين، ومشاهير الفقراء، كانت بساطة العيش تساوي بينهم، وكانوا يتحدثون في مطيش عن كل شيء، ولم يكن هنالك موضوع يثير استنكارهم”.
اليوم لا أثر للمقهى في الساحة، حيث أتلفت معالمها نهائيا ليقطع خوان الى الضفة الاخرى من جامع الفنا ويصرف شهوته اليومية في الانتشاء بكؤوس النعناع بمقهى فرنسا التي أضحت مقره من بعد والتي جالس بها عددا من زواره الذين يتقاطرون عليه من مختلف أنحاء العالم وبمختلف الصفات : كتاب كبار وصحافيين ودبلوماسيين••