تسابق فرق الإنقاذ في المغرب الزمن للبحث عن ناجين بين الأنقاض، في اليوم الثالث على الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مخلفا أكبر عدد من الضحايا خلال أكثر من 6 عقود.
وأثارت تلك الجهود الكثير من التساؤلات عن الموعد الذي ستستمر خلاله جهود البحث عن ناجين تحت الأنقاض، والفترة التي بإمكان العالقين تحملها منذ وقوع الزلزال، ومتى تقرر السلطات المغربية انتهاء عمليات البحث وبدء مرحلة رفع الأنقاض وإعادة الإعمار.
وحذرت فرق الإنقاذ التي تبحث وسط الركام بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، من أن البيوت التقليدية المبنية من الطوب اللبن والحجر والخشب، المنتشرة في منطقة جبال الأطلس الكبير، تقلل فرص العثور على ناجين.
وفي مركز للجيش جنوبي مدينة مراكش التاريخية غير بعيد عن مركز الزلزال، قال أحد أفراد الإنقاذ العسكري لوكالة أنباء رويترز: “من الصعب انتشال أحياء لأن معظم الجدران والأسقف تحولت إلى تراب عندما سقطت، ودفنت من كان بالداخل ولم يغادر”.
ولطالما كانت المنازل التقليدية، التي يبلغ عمرها أحيانا مئات السنين وأحيانا أخرى ما يكون أحدث من ذلك، مشهدا يحظى بالشعبية بين السياح المسافرين إلى الجبل من مراكش.
وكثيرا ما تبني الأسر بنفسها هذه المنازل بنسق تقليدي ومن دون أي مساعدة من مهندسين معماريين، وتجري الأسر توسعات كلما استطاعت.
ومع عدم وقوع زلازل كبرى منذ وقت طويل، فكر قليلون فيدراسة خطر وقوع هزات.
ومع بناء العديد من البيوت من الطوب اللبن والأخشاب أو الأسمنت وكتل النسيم (لبنة بناء مسامية خفيفة الوزن)، انهارت المباني بسهولة لتتحول إلى أكوام حطام عندما وقع الزلزال في وقت متأخر مساء الجمعة دون إتاحة جيوب هوائية يمكن أن توفرها المباني الخرسانية الجاهزة في مواجهة الزلازل.
من جانبه، قالت أستاذة وخبيرة الطب الشرعي، إيمان الزاهد، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، إن هناك عددا من المُحددات التي ترتبط بعملية البحث عن ناجين، على رأسها الطريقة التي تأثروا بها وقت وقوع الزلزال، وما إن كانت هناك إصابات خفيفة أو خطيرة بينهم.
وحددت خبيرة الطب الشرعي تلك العوامل في عدد من النقاط، قائلة:
موقع وجود العالقين مهم للغاية في تحديد قدرتهم على التحمل، فإن كان في مكان ضيق مع نقص للأكسجين وصعوبة في التنفس سيكون هناك صعوبة في بقائه على قيد الحياة، وقد لا يتحمل العيش لأكثر من 3 أيام حسب توافر التهوية.
سكاي نيوز عربية