ولم يوفر مجيد خان (41 عاما) مرسال تنظيم القاعدة السابق، أي تفصيل أمام القضاة العسكريين. فروى لهم الخميس انه تعرض للضرب واعتدي عليه جنسيا في باكستان واخضع لتقنية الإيهام بالغرق بعد القاء القبض عليه في باكستان العام 2003.
ويدعم تحقيق اجراه مجلس الشيوخ الأميركي حول استخدام وكالة سي آي إيه للتعذيب بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001، شهادته هذه، لكنه أول معتقل يسمح له بأن يروي علنا التعذيب الذي تعرض له من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية.
ففي رسالة من 39 صفحة تليت على الحضور، روى مجيد خان الذي ترعرع في باكستان قبل ان يهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة، أنه علق بسلاسل على مدى أيام متتالية عاريا ومن دون طعام في زنزانات من دون نوافذ في سجون سرية للسي آي إيه في دول مجهولة.
وقد نقل بين العامين 2003 و2006 إلى أماكن سرية مختلفة. وتحدث عن عمليات استجواب وحشية مع وضعه وهو ملثم الوجه في مغطس يحوي مياها مثلجة مع ابقاء رأسه تحت الماء إلى حين يتكلم.
وأوضح “كانوا يكيلون الضربات إلى أن أرجوهم التوقف. الأسوأ من ذلك هو عدم معرفة متى سيبدأ الضرب ومن أين سيأتي”.
التعاون لم يوقف التعذيب
وهدده مستجوبوه بالاقتصاص من عائلته في الولايات المتحدة وباغتصاب شقيقته. وكسرت نظارته مؤكدا انه شبه أعمى من دونها. وأكد “انتظرت ثلاث سنوات للحصول على نظارات أخرى”.
وكان يجد نفسه في حالة ضياع بعد حرمانه من النوم لعدة ليال متتالية. ويوضح “أذكر اني أصبت بالهذيان وبأني رأيت بقرة وسحلية ضخمة. فقدت أي اتصال بالواقع”.
وأرغم على تلقي الغذاء عبر فتحة الشرج من خلال انبوب عندما أضرب عن الطعام، ما ترك ندوبا دائمة.
وقد ادخل انبوب ري في فتحة الشرج أيضا لمعالجته من الجفاف على ما قيل له. ويوضح “اغتصبني اطباء السي آي إيه. فعندما كنت مكبلا أدخلوا الأنابيب وأشياء أخرى في شرجي”.
وجند مجيد خان من قبل أفراد من عائلته ينتمون إلى تنظيم القاعدة خلال زيارة له لباكستان. وأدلى باعترافات بعد أيام قليلة على القاء القبض عليه في الخامس من آذار/مارس 2003 في كراتشي.
وأقر انه شارك في محاولة اغتيال الرئيس الباكستاني وأنه سلم مبلغ 50 ألف دولار إلى عناصر في تنظيم القاعدة في إندونيسيا لتمويل اعتداء على فندق.
أضاف مجيد خان “في كل مرة كنت اتعرض فيها للتعذيب كنت أقول لهم ما كنت أظن انهم يريدون سماعه. كنت أكذب لكي يوقفوا العنف” لكن “كلما تعاونت وتكلمت كلما زاد التعذيب”.
“أسامح”
وقالت كاتيا حيستين إحدى محاميات مجيد خان “كلام مجيد القوي (..) يعري الفظائع المدمرة التي اركتبتها حكومتنا باسم الأمن القومي”.
وأضافت “برنامج السي آي إيه كان فاشلا وينتهك مبادئنا الديمقراطية ودولة القانون”.
انتقل مجيد خان في سن السادسة عشرة إلى بالتيمور على بعد خمسين كيلومترا من واشنطن حيث تعلم الانكليزية في محطة الوقود التي يملكها والده قبل أن يتابع دراسته في مدرسة محلية.
وحصل على حق الحديث علنا عما تعرض له عندما قرر الاعتراف بالتهم الموجهة إليه العام 2012 وأكد انه يندم على أفعاله.
وأوضح “انا معتقل منذ عشرين عاما تقريبا انفراديا، لقد دفعت الثمن غاليا. أنا انبذ القاعدة وأنا نادم على الإرهاب”.
لكنه قال أمام المحكمة انه غير حاقد على الذين عذبوه.
وأكد “سأشعر بالسكينة عندما اسامح نفسي وأسامح الآخرين على الأذية التي الحقوها بي. أقول للذين عذبوني: أنا اسامحكم جميعا”.
وحكمت عليه هيئة المحلفين بالسجن 26 عاما على ما قال ناطق باسم المحكمة العسكرية.
لكن بموجب اتفاق ابرم سابقا مع القاضي عندما اعترف بالتهم الموجهة إليه، يمكن الافراج عنه اعتبارا من العام المقبل.
© 2021 AFP