عن موقعي الجزيرة وميدل إيست
قال رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني ديفيد هيرست إن هجوم السابع من أكتوبر وتداعياته والتطورات المريعة التي تشهدها غزة، كلها أمور تثير عدة علامات استفهام حول ما جرى، وما إذا كان الأمر يتعلق بخطأ في التقدير أم بحدث بارز ذي أهداف واضحة.
ونقل هيرست عن مصدر فلسطيني رفيع وصفه بأنه على اتصال بالقيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” قوله إن من أهم الدوافع وراء هجوم “حماس” هو القلق الشديد من مضي المتطرفين قدما في السيطرة على المسجد الأقصى واتخاذ خطوات صريحة لهدم قبة الصخرة، وبناء الهيكل الثالث.
وتابع بأن “حماس” كانت تتابع عن كثب خطط المتطرفين الذين كانوا يقتحمون الأقصى بشكل منتظم تحت حماية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، علما أنه وفقا لبعض المذاهب الدينية كـ”معهد الهيكل”، يجب التضحية ببقرة حمراء لا عيب فيها لتطهير الأرض كخطوة ضرورية قبل إعادة بناء الهيكل الثالث.
بناء الهيكل
ويوضح هيرست بأنه تم استيراد أبقار حمراء من الولايات المتحدة لهذا الغرض، وأكدت مجموعة “هيكل ثالث واحد” في وقت سابق من هذا العام أنها تأمل في ذبح 5 بقرات خلال عطلة عيد الفصح العام المقبل، والتي تصادف أبريل 2024.
ووفق المصدر الفلسطيني الذي تحدث إليه هيرست فإن المسجد الأقصى قُسم زمنيا بالفعل، وقدم المستوطنون “أضاحي نباتية” في عين المكان، وكان ذلك إشارة في ما يبدو إلى الاقتحام الذي قام به عشرات المستوطنين قبل شهر حاملين سعف النخيل بمناسبة أحد الأعياد. وقال إن “الشيء الوحيد المتبقي هو ذبح الأبقار الحمراء المستوردة، وإذا فعلوا ذلك فهي إشارة لإعادة بناء الهيكل الثالث”.
وسبق للفصائل الفلسطينية، وللسلطة أيضا، أن حذرت إسرائيل من تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وكان شعور “حماس” أن الأقصى يواجه خطرا محدقا.
الأسرى والحصار
وتابع هيرست بأن المصدر الفلسطيني الرفيع شدد على أن مصير 5200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية لطالما شغل بال “حماس” التي كانت دائما تفكر في كيفية إطلاق سراحهم.
أما الدافع الثالث -بحسب المصدر نفسه- فكان هو استمرار حصار قطاع غزة منذ 18 عاما، حيث تركت الولايات المتحدة والقوى الدولية والإقليمية القطاع محاصرا محروما من وسائل العيش الأساسية، ومن ثم جاء هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول لتوجيه رسالة مفادها أن سكان غزة قادرون على كسر الحصار.
وقال هيرست إن المصدر أكد له أن إسرائيل لن تحقق هدفها الذي أعلنته بالقضاء على “حماس”، لأنها “جزء من نسيج المجتمع، لديك مقاتلون وعائلاتهم، جمعيات خيرية، موظفو حكومة وعائلاتهم”.
خطأ إستراتيجي
وزاد المصدر في حواره مع ميدل إيست آي بأن “حماس” لا تعتمد على انضمام حزب الله للحرب، وإن كان كثيرون داخل الحركة يرون أن مشاركته قضية لا مفر منها.
وتابع بأن “حماس” تعترف بالثمن الباهظ الذي يدفعه الناس في غزة، لكنها على يقين أنهم سيفضلون البقاء على أرضهم بدلا من تكرار نكبة ثانية.
وأوضح المصدر بأن إسرائيل ارتكبت خطأ إستراتيجيا فادحا برفض مبادرات السلام العربية التي كان من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء الصراع، وشرح ذلك بقوله “كانت إستراتيجيتهم الحصول على كل شيء، ولهذا السبب سوف يخسرون كل شيء، إنهم يقللون من شأن الفلسطينيين”.
وذكر أن المشكلة بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستكون البحث عن وسيلة لإنهاء الحرب لكن بصورة تحفظ له ماء وجهه أمام الرأي العام المحلي.
وأضاف أن نتنياهو حتى إن نجح في تحقيق هدفه بالقضاء على “حماس” ـوهذا أمر مستحيل- فسيضيع في دوامة مواجهة أسئلة كثيرة بخصوص مسؤوليته في هزيمة السابع من أكتوبر.
المصدر : ميدل إيست آي