أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والمركز الوطني للبحث العلمي و التقني، اليوم الجمعة بالرباط، مشروع “تعزيز صمود المغرب في مواجهة الزلازل”، المخصص لتعزيز شبكات الرصد الزلزالي وقدرات التدخل في هذا المجال.
ويهدف المشروع، الذي أطلق بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، والذي سينفذه المركز الوطني للبحث العلمي والتقني من خلال المعهد الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز، إلى “تعزيز شبكات الرصد الزلازلي وتقوية قدرات الأطر المغربية في مجال علم الزلازل، وتقييم أنظمة الإنذار المبكر، وتحديد الاحتياجات بشأن الامتداد الجغرافي، وكذا الثغرات التشغيلية والتقنية.
ويأتي المشروع، الممول من قبل اليابان بقيمة 9 ملايين درهم، استجابة لما تم رصده من إكراهات لوحظت خلال الزلزال الذي شهدته منطقة الحوز، والتي أظهرت الحاجة إلى تعميق المعارف بشأن الزلازل واستكشاف أفضل الاستراتيجيات التي من شأنها أن تعزز صمود المغرب لمواجهة مثل هذه الكوارث، وفق ما أفاد به بلاغ للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، في كلمة له أن إطلاق هذا المشروع يتوافق مع التوجهات الاستراتيجية للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030)، الذي يرمي من بين أمور أخرى، إلى إرساء أسس بحث علمي متميز يستجيب للأولويات الوطنية ويعبئ إمكانات التعاون الدولي.
وسجل الوزير أن التعاون بين المغرب واليابان في مجال علم الزلازل واعد، ويتيح الفرصة للاستفادة من خبرة وتميز اليابان المعترف بهما عالميا في ميدان التقدم العلمي والابتكارات التكنولوجية، موضحا أن هذا التعاون سيستفيد أيضا من الدعم القيم للوسط العلمي المغربي المتخصص في علم الزلازل والجيوفيزياء.
وأبرز السيد ميراوي أن المغرب يتوفر على قدرات علمية هامة، بفضل معهدين عامين للبحوث و21 بنية بحثية جامعية متخصصة في الجيوفيزياء وعلوم الأرض، مؤكدا أن هذه المنظومة توفر فرصا عديدة للتعاون والتبادل المثمرين مع النظراء الدوليين، مما يمهد الطريق لإحراز تقدم كبير في فهم وتدبير الظواهر الزلزالية.
وسلطت مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، جميلة العلمي، من جهتها، الضوء على الخبرة المغربية في مجال تدبير آثار الزلالزل، مذكرة بأن المملكة تتوفر على نظام للرصد والانذار الزلزالي على الصعيد الوطني، يقوده المركز الوطني للبحث العلمي و التقني من خلال المعهد الوطني للجيوفيزياء، فضلا عن مشروع قيد الإنجاز مع اليونسكو حول آثار أمواج المد (التسونامي) على السواحل المغربية، في إطار برنامج “Tsunami Ready”.
وأوضحت في هذا الصدد، أن المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، أصبح “رائدا وطنيا في هذا المجال من خلال أنشطة مهمة في مجالات الرصد والبحث والتكوين والتوعية ونشر المعارف في مجال تقييم المخاطر الزلزالية والوقاية منها، داعية إلى تعزيز التعاون، على الصعيدين الوطني والدولي، من أجل دعم قطاع الجيوفيزياء والزلازل في المغرب.
وقال سفير اليابان بالمغرب، كوراميتسو هيديكي، إن المشروع يهدف إلى تعزيز الشبكة الوطنية للتقييم الزلازلي وكذا قدرات استجابة السلطات المحلية، مبرزا أن بلاده قررت دعم المغرب من خلال تخصيص 9 ملايين درهم للـ”يونيسكو”.
واغتنم السفير الياباني هذه المناسبة، للتنويه بالجهود التي بذلتها السلطات المغربية في إطار تدبير زلزال الحوز، مذكرا بأن اليابان، التي تتعرض لهزات ارتدادية متكررة، تدرك مدى الخسائر التي تخلفها الزلازل.
وأشار مدير مكتب اليونسكو لمنطقة المغرب العربي، إريك فالت، إلى أن هذا المشروع الذي سيمتد تنفيذه على مدى سنة بتنسيق وثيق مع المؤسسات الوطنية، يندرج في إطار دعم اليونسكو المستمر للمغرب في مجال الحد من مخاطر الزلازل وموجات التسونامي، ويبرهن على التزام المنظمة الأممية بالعمل مع الفاعلين المحليين.
وقال إن المشروع يهدف إلى مساعدة المغرب على فهم المخاطر الزلزالية بشكل أفضل والتأهب لها بشكل مناسب، من خلال تنفيذ مبادرات توعية السكان وإعدادهم لمواجهة المخاطر التي تنطوي عليها، مضيفا أن المشروع يرمي أيضا إلى تعزيز الشبكة الوطنية لرصد الزلازل و رفع مستوى خبرة علماء الزلازل المغاربة.