“هل يضع الإنجليز حقا الأناناس على البيتزا؟” تتساءل صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية اليومية في مقال كتبه مراسلها في لندن. ويخلص إلى أنه “نادرا” ما يحدث ذلك، “لكن المشكلة الحقيقية تكمن في إضافة الكريما (القشطة) إلى السباغيتي كاربونارا”.
ولا يعد نهائي بطولة أوروبا مساء اليوم مجرد صراع رياضي، بل صراع ثقافات.
وتقول صحيفة كورييري ديلا سيرا: “الشيء الذي يميزنا نحن الإيطاليون، هو أننا بلد الجمال، نحن لا نسجل الأهداف فقط بل نحن نسجل أهدافا جميلة”. وتضيف الصحيفة قائلة: “لا يوجد شيء اسمه إيطالي يرتدي ملابس سيئة، فقط بعض الإيطاليين الذين لا يرغبون في ارتداء الملابس بشكل جيد”.
وإذا كانت هناك قلة من الإيطاليين التي تهتم بالمطبخ البريطاني، فإن هناك العديد من أوجه التشابه.
تجري كرة القدم في عروق الشعبين، وبينما تنتظر إنجلترا المجد الدولي منذ عام 1966، فازت إيطاليا باللقب الأوروبي آخر مرة في عام 1968، وقد يخفف ألم طول المدة فوزها بكأس العالم مرتين منذ ذلك الحين، في عامي 1982 و2006.
وقد أحدث مدربا الفريقين ثورة حيث قام غاريث ساوثغيت وروبرتو مانشيني بالاستعانة بلاعبين صغار السن والتخلص من أشباح الماضي، وهي في حالة إنجلترا الفشل في الوصول إلى نهائي دولي لعقود من الزمن، وفي حالة إيطاليا الفشل في التأهل لنهائيات كاس العالم عام 2018، وهو الفشل الذي وصفته الصحف الرياضية الرائدة في إيطاليا بأنه “نهاية العالم”.
ويقول ألفارو موريتي ، نائب رئيس تحرير صحيفة أل ميسيغارو ومحررها الرياضي السابق: “مانشيني هو الرجل المحوري في هذه المعجزة الإيطالية”.
وأضاف قائلا:”عندما تولى المنصب في عام 2018، كان يعتقد منذ البداية أنه سيصل إلى هذه المرحلة. إنه يتمتع بشخصية جذابة للغاية، وهو أنيق للغاية، وقرر أن أسلوبه سيكون ممتعا ويجلب السعادة للفريق الإيطالي وللشعب الإيطالي”.
ويسود إيطاليا مشاعر البهجة والفرح وهي تشاهد فريق الأزوري يدخل هذا النهائي. وكانت إيطاليا أول دولة في الغرب يضربها وباء فيروس كورونا، والتي تم رفع معظم القيود فيها، مما سيمكن الإيطاليين من مشاهدة المباراة في الحانات.
ويقول جانلوكا سانتانجلي، وهو جالس في كشك الصحف الخاص به في منطقة تراستيفيري في روما: “إنني أكثر سعادة بشأن ولادة إيطاليا من جديد أكثر من السعادة بالمباراة النهائية نفسها”.
وأضاف قائلا: “تمكن الناس من الخروج بدون كمامات ومشاهدة المباراة على الشاشات الكبيرة، أمر يبعث على الارتياح”. أما عن توقعاته للمباراة فيقول: “أنا أؤمن بالقدر، لكن أعتقد أن إيطاليا يجب أن تلعب تكتيكاتنا الكلاسيكية.. الدفاع القوي والهجوم المضاد، لأننا نواجه فريقا جيدا على أرضه”.
وقد أدت المباراة، بالطبع، إلى تقسيم الولاء بين العديد من الأزواج الأنجلو-إيطاليين، بما في ذلك إليسا ساندري، التي تعيش في برايتون مع شريكها البريطاني ولكنها عادت حاليا إلى روما.
وتستمتع بقهوة مع آنا صديقتها القديمة، وتمزح قائلة إنها خاضت نقاشا حادا غريبا حول المباراة مع زملائها الإنجليز، ولكن الأمر مختلف مع شريكها، وتقول: “كنا نشاهد المباريات معا ونشجع بعضنا البعض، لذلك أعتقد أن الأمور ستكون على ما يرام”.
وتضيف قائلة: “أيا كانت النتيجة، سيكون ذلك بمثابة فوز بالنسبة لي، أنا فقط أحب الأجواء هنا عندما تلعب إيطاليا، يجتمع الجميع معا، ويهتفون ويتبادلون العناق، فتكون فرصة لتكوين صداقات جديدة. أعتقد أن إنجلترا قد تفوز، ولكن إذا تم تنفيذ ركلات الترجيح ، فلن يفعلوا”.
وعند التسوق لشراء الطماطم في سوق قريب، كانت لدى موروسينا زورزي مخاوف أخرى.
وتقول: “الشيء الرئيسي الذي يقلقني هو أن حفل زفاف ابني يقام في نفس وقت المباراة”.
وتضيف قائلة: “إنه لا يريد شاشة كبيرة في قاعة الاستقبال، لذلك أعتقد أن الضيوف سيشاهدون المباراة على هواتفهم، وأنا متأكدة من أن بعضهم سيغادر لمشاهدة المباراة”.
وتعترف بأنها ليست من مشجعي كرة القدم لكنها تقول: “إذا فازت إيطاليا سأكون سعيدة بسبب الروح الوطنية رغم أن روما ستكون في حالة فوضى بسبب الاحتفالات”.
ويبدو أن هذه الأمة الفخورة متيقنة من فوزها على إنجلترا في معظم النواحي.. الشواطئ والطعام والموضة، لكن بالنسبة للإيطاليين المهووسين بكرة القدم قد يكون الفوز الليلة أجمل ما في الأمر.
- مارك لوين// مراسل بي بي سي في روما