الصفحة الرئيسيةمنوعات

20 مارس اليوم العالمي للسعادة: هل هي واحدة لكل الشعوب؟

يوافق 20 مارس من كل عام اليوم العالمي للسعادة، وقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم على هامش فعاليات دورتها السادسة والستين عام 2012، وقالت إن السعادة هي “هدف إنساني أساسي”.

وتدشن المنظمة الأممية تقرير السعادة العالمي 2025 يوم الخميس 20 مارس/ آذار بسلسلة من الفعاليات، وتتضمن نسخة هذا العام تصنيفاً للدول وفق متوسط مستويات الرضا عن الحياة.

لكن في البداية.. ما هي السعادة؟

تقول موسوعة ستانفورد للفلسفة إن هناك مفهومين للسعادة، حيث يستخدم المرء الكلمة كمصطلح مرادف تقريبا للرفاهية أو الازدهار، كما أنه قد يستخدمها أيضا كمصطلح نفسي وصفي بحت مشابه لـ “الاكتئاب” أو “الهدوء”.

وبدأ الاهتمام البحثي بمفهوم السعادة منذ أكثر من 2500 عام. وكرس فلاسفة عظماء مثل كونفوشيوس وسقراط وأرسطو وبوذا حياتهم لمتابعة هذا الموضوع.

وتحتفي الأمم المتحدة بهذا اليوم على اعتبار أنه سبيل للاعتراف بأهمية السعادة في حياة الناس في كل أنحاء العالم. وقد دشنت الأمم المتحدة 17 هدفا للتنمية المستدامة يُراد منها إنهاء الفقر وخفض درجات التفاوت والتباين وحماية الكوكب، وهذه تمثل في مجملها جوانب رئيسية يمكنها أن تؤدي إلى الرفاهية و السعادة.

وقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها الصادر في 12 يوليو من عام 2012، يوم 20 مارس بوصفه اليوم الدولي للسعادة وذلك اعترافا منها بأهمية السعادة والرفاهية بوصفهما قيمتين عالميتين يتطلع إليهما البشر في كل أنحاء العالم.

كما أنها تقر كذلك بالحاجة إلى نهج أكثر شمولاً وإنصافاً للنمو الاقتصادي بما يعزز التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، ونشر السعادة والرفاهية بين كل الناس.

وقد تم الاحتفال بأول يوم عالمي للسعادة في 20 مارس من عام 2013.

ويتم تشجيع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الاحتفال بهذا اليوم لزيادة الوعي بأهمية السعادة للإنسانية.

وقد شارك في الاحتفالات السابقة عدد من قادة ومشاهير العالم.

ومنذ 2012، دأبت الأمم المتحدة على إصدار تقرير لقياس مؤشرات السعادة في دول العالم.

ويعتمد التقرير 6 معايير لقياس السعادة، منها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط عمر الفرد، وحرية اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى جودة الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام الفساد، وانتشار العدل.

ويختلف مفهوم السعادة من شخص إلى آخر ومن بلد إلى آخر، لكن مفهوم السعادة مثلما تعرّفه الأمم المتحدة مرتبط بـ”مدى رضا الشخص عن حياته”.

وتعريف السعادة ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض، حيث يتم التعبير عن المشاعر بطرق مختلفة جداً حول العالم بسبب ثقافات الناس الفريدة.

وتعبر الثقافات في جميع أنحاء العالم عن السعادة بطرق مختلفة، يجمعها أنها عاطفة مهمة يجب الشعور بها. وعندما يكون الأفراد سعداء، فمن المرجح أنهم يعيشون أنماط حياة أفضل وأكثر صحة.

وتحسن السعادة صحتنا العقلية والجسدية، كما تحسن قدرتنا على إدارة المواقف العصيبة وتمكننا من البقاء نشطين .

وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2016 في ليتوانيا أن الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية إيجابية كانوا أكثر استعداداً بنسبة 33٪ لأن يكونوا نشطين بدنيا لمدة 10 ساعات أو أكثر أسبوعياً.

بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجرتها جامعة وارويك في عام 2014 أن السعادة مكنت الناس من أن يكونوا أكثر إنتاجية بنسبة 12٪ في مكان العمل، بينما وجدت أبحاث في هولندا عام 2008 أن السعادة تساعد على التفكير بشكل أكثر إبداعاً وحل المشكلات بشكل أسهل

لكن ماذا عن تأثير المال على السعادة؟
ربما تمنيت في مرحلة من مراحل حياتك أن تكون ثرياً، وهذا بالطبع ما لم تكن من الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب.

تعرف بالطبع مظاهر الثراء التي تثير الدهشة، كأن تربح اليانصيب مثلا، وتصبح حياتك كحياة الأثرياء والمشاهير الذين ينعمون ببيوت فارهة، ويمتلكون جُزراً بأكملها في بعض الأحيان، وسيارات سباق باهظة الثمن، وطائرات خاصة، وكذلك مبالغ طائلة من المال الذي يمكنك من أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء.

وتقول الحِكم والأمثال القديمة في جميع الثقافات، ومنذ عصور سحيقة، إن السعادة لا يمكن أن تشتري بالمال، إلا أن هذا النقاش أخذ طابعاً علمياً وبحثياً في عصرنا هذا.

ففي دراسة أصدرها عدد من علماء النفس الأمريكيين ونشرتها بي بي سي في عام 2001 تبين أن المال والشهرة ليست هي وسائل جلب السعادة، أو النيرفانا حسب التعبير الهندوسي.

وقال الخبراء إن الثراء الفاحش والشهرة التي تترافق معها، وخصوصا عند غير المعتادين عليها كمن يربح اليانصيب مثلا، ليست بالضرورة مجلبة للسعادة، بل قد تكون منفرة لها.

إلا أن الشعور بالاستقلالية والاعتداد بالذات والرضا عن النفس فيما يفعله الإنسان، والتقارب مع الآخرين والثقة بالنفس، كلها أمور تسهم في الإحساس بالسعادة.

arArabic