هذه مقتطفات من اغنية من فن العيطة .. وهي توثق بذوق رفيع لمعركة سيدي بوعثمان التي جرت بين الجيوش الفرنسية و جيش أحمد الهيبة سنة 1912 .
ــ سيدي برعثمان مدينة صغيرة لا تبعد كثيرا عن مراكش ، كانت تسمى في القديم “تـونين” وقد كان لها دور استراتيجي في تجارة القوافل ابان العصر الوسيط . ( بين قوسين : أول مقهى انشئت هناك بناها الفرنسي فرانسوا فيسيليو سنة 1915 ، وكان في نفس الوقت موظفا في ادارة الأشغال العمومية بمراكش) .
ــ احمد الهيبة ينتمي لأسرة صحراوية غنية .. كان يستقبله السلطان مولاي عبد العزيز كل سنة ويدعمه ماديا . وبعدما عزل وتولى مكانه مولاي الحفيظ توقفت تلك الهبات المادية لأن الخزائن كانت شبه فارغة .
ــ وفي غشت 1912 قدم الهيبة الى مراكش بعد ان احتل الجنوب في وقت وجيز ، عسكر قرب حدائق المنارة رفقة حوالي 10000 رجاله ، وقد قدموا من طريق تارودانت اكادير ايمينتانوت مجاط .
ــ عمر الهيبة في تلك الفترة كان لا يتجاوز 35 سنة .
ــ الباشا ادريس بن منو كان يحكم مراكش آنئذ ــ باسم السلطان ـ ويساعده الباشا الكلاوي .
ــ عدد المقيمين الفرنسيين بمراكش في تلك الفترة كان 25 فردا ،غادر جلهم مراكش في اتجاه مدينة آسفي ، باستثناء 6 فرنسيين اعتقل الهيبة خمسة منهم .. وهم القنصل ميكري Miguret، والقائد فيرلي هانو Verlet hanus، و مدير القنصلية أليكو Alicot ، والدكتور كيشارguichard ، والرقيب فيوري fiori
ــ عرض القائد العيادي على الهيبة مبلغ 500.000 فرنك مقابل اطلاق سراحهم لكن الهيبة فضل الاحتفاظ بهم كرهائن .
ــ بقي احمد الهيبة في مراكش ، وسلم قيادة الجيش لعمه لغظف و أخيه الأصغر مربيه ربو الذين توجهوا لمنطقة سيدي بوعثمان ، لكنهم لم يحسنوا اختيار موقع المعركة لما عسكروا على جبهة 4 كلمترات في مكان منبسط ومكشوف ، وقدر عتادهم ب 9000 بندقية و 4 مدافع وسبحة قدمها الهيبة للقيادة مشفوعة بالدعوات .
ــ يوم 5 غشت 1912 ـ 24 رمضان على التاسعة صباحا وصلت القوات الفرنسية بقيادة شارل مانجان Mangin مدعوما بقوات سنيغالية وجزائرية و حوالي 600 فارس مغربي تحت اشراف الـقـايـد التونسي الذي ما كان يسكن في المنطقة التي تسمى الآن دار التونسي شرق مراكش .
ــ على مسافة 1000 متر أعطى العقيد مانجان أوامره فانطلق الرصاص من 1200 بندقية و 8 رشاشات و 12 مدفعا .
ــ مدافع الهيبة الأربعة غنمت قبل أن تتمكن من اصدار أي طلقة ، وهي من صنع ألماني ، نوع كروب Krupp .
ــ استشهد من قوات الهيبة حوالي 200 فرد اضافة الى مئات الجرحى و الأسرى ، كما توفي العشرات في الطريق من جراء العطش ومضاعفات شهر رمضان الذي صادف وقت المعركة . تفرقت الجموع عائدين الى مدينة تيزنيت مرورا من منطقة أسني وتيزي نتاست .
ــ جرح 22 شخصا من الجانب الفرنسي ، وقتل 6 أفراد .
ــ أسماء قتلى الجيش الفرنسي هم : لوار ، بلقاسم ، محمد الطبال ، ابراهيم بنشكرا ، ابراهيم كرومي ، السنيغالي بنكالي كامارا .
بعض أسماء الذين استشهدوا من قوات أحمد الهيبة
حسن بن سملالي . احمد بن سملالي .عبد الله بن عماريان . ماء العينين محمد بن فاضل . محمد بن خطاط . محمد المامي . محمد الحسني . بنهاشم السملالي . السباعي سالم . محمد التزكرتي . ابراهيم بنمبارك . احمد بن بلاوي . مولود بن سيدي أحمد . محمد لامين .عبد الودود بن حمادي .المختار العلمي . بوزيد بن حما . الحبيب بن عبد الجليل . احمد بن الجيراري . محمد بن سيدي أحمد . عبد الحفيظ بن العبيد . حسان بن عسو . العباس بن باني . الرويحل بن عبد الجليل . عبد الرحمان الرامي . اميليد السويدي . مغافري بن الجديد . العويسي بن خطاري . الأبكم بن الحسين . الكدالي بن الزاوي ….
هؤلاء الأشخاص هم جزء من الضحايا الذين تناثرت جثثهم في ساحة المعركة في يوم حار وصفته الأغنية بدقة ( شعلات النار بلا دخان . ورا الطرابش كي بلعمان . ورا الموتى كي الذبان .. ) .
المراجع
. مذكرات أندري ر.برتراند
. بلوكّـ مانجان مراكش
. المغرب بدون قناع . لكوستاف بابان