بعد أن أثار جدلا واسعًا إثر عرضه في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، الذي أُقيم مؤخرًا في الأردن، أعلنت الهيئة الملكية للأفلام سحب فيلم “أميرة” من ترشيحات المملكة لجائزة الأوسكار، وهو ما يأتي بعد إصدار مخرج الفيلم، محمد دياب، بيانًا أعلن فيه وقف جميع عروضه، وطلب تشكيل لجنة مستقلة من الأسرى وعائلاتهم لمراجعته.
وفي بيانها، الذي نُشر عبر فيسبوك، قالت الهيئة الملكية للأفلام: “نقدر قيمة الفيلم الفنية ونؤمن أنه لا يمسّ بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى؛ بل على العكس، فإنه يسلط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة على الرغم من الاحتلال. وكان هذا أيضًا رأي أعضاء لجنة الاختيار المستقلة، التي تم تشكيلها من قبل الهيئة الملكية للأفلام، التي اختارت فيلم “أميرة” من بين أفلام أخرى ليمثل المملكة”.
وتابع البيان بالقول: “عُرض فيلم “أميرة” بنجاح في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، مهرجان البندقية (إيطاليا) والجونة (مصر) وقرطاج (تونس)، وكذلك في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في عمّان. وقد فاز بجائزتين دوليتين في البندقية”.
وأضاف بيان الهيئة: “لكن في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم وتفسيره من طرف البعض بأنه يمسّ بالقضية الفلسطينية واحترامًا لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم “أميرة” لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار”.
مخرج الفيلم، محمد دياب، نشر بيانا صباح الخميس يؤكد فيه أنه كان “من المفهوم تمامًا لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف وقدسية أطفال الحرية ولهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية و لا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول “منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة”.
وأشار دياب إلى أن “اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الانسان وهل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر. و الفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين، فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية وتختار أن تنحاز للقضية العادلة. والفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح في الجريمة التي يتناولها الفيلم”.
وأكد البيان أن أسرة الفيلم تعتبر أن “الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنين بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية”.
الفيلم قوبل بعاصفة من الانتقادات الحادة التي وصلت لدرجة اتهام فريق العمل بأنه يخدم الرواية الصهيونية، ولا ينتصر لقضايا الأسرى في فلسطين، فيما طالب الكثيرون بمقاطعة الفيلم وسحبه، ومحاسبة المسؤولين عن قصة الفيلم.
وكان من المفترض أن يعرض الفيلم الخميس مساء في مهرجان البحر الأحمر في جدة، ولكن العرض ألغي، وأعلم الحضور بالإلغاء.
فيلم “أميرة” عُرض في مهرجانات عالمية وعربية، مثل البندقية والجونة وتورنتو، وهو من بطولة علي سليمان، وصبا مبارك، وتارا عبود.