محمد البشحاتي-مراكش
نفس المجموعات البشرية تسكن المغرب والجزائر.
ونفس القبائل منتشرة بين المغرب والجزائر في الشمال.
و قبائل الجنوب منتشرة على الحدود وعابرة للمغرب وموريطانيا والجزائر.
وطبعا هذه الحدود استعمارية فرنسية وشيئا ما اسبانية ايضا.
ومركز السلطة السياسية الاقدم والاكثر استمرارية في الزمن في كل هذه المناطق هو المغرب (باسم موريطانيا ثم مراكش وفاس ثم المغرب).
اذن الهجرة بأسبابها المتعددة في هذه الربوع كانت ظاهرة عادية حتى جاء الاستعمار الفرنسي فعزل سكان الجزائر عن المغرب، خصوصا بعد مشاركة المغاربة بكثرة في مقاومة عبد القادر الجزائري ومقاومة بوعمامة المغربي ضد وجود فرنسا في الجزائر.
والذين سموا ب”مغاربة الجزائر” هاجروا للعمل في “جزائر فرنسا” منذ اواخر القرن التاسع عشر19 عندما عندما انتهت المقاومات المسلحة.
اذن المغاربة المهاجرون (بالمعنى الحديث للكلمة) المطرودين من الجزائر كان منهم من هاجر جده مع الاوائل في القرن التاسع عشر.
تخيلو !!!!
وهكذا طردت 45000 أسرة اي 350000 شخص، رقم ذات دلالة لان التهجير كان رد فعل بومدين على المسيرة الخضراء التي كان فيها نفس العدد من المتطوعين لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب اللتان كانتا تحت الاستعمار الاسباني. لذلك سمى بومدين هذا التهجير ب”المسيرة السوداء”. الا ان المغرب لم يطرد الجزائريين ولم يفعل كما فعلت بعض الدول مثل الهند وباكستان مثلا.
وقد حصل هذا في صبيحة يوم عيد الاضحى، العيد الذي يسميه المغاربة يون “العيد الكبير” في دجنبر 1975. وطبعا ينسى كثيرون أن شهر دجنبر في المغرب والجزائر بارد جدا. واغلب المطرودين لم يسمح لهم باخذ شيء ولو كان لباسا يقيهم البردالقارس.
محمد البشحاتي-مراكش