وجه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير دعوة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقيام بـ “زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد شتاينماير في رسالة إلى صاحب الجلالة أن ألمانيا “تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل الى اتفاق” لهذا النزاع الاقليمي.
من خلال الحوار التالي ضمن فقرة ثلاثة أسئلة يقدم لنا أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني قراءة في مضامين رسالة الرئيس الألماني ومستقبل العلاقات المغربية الألمانية:
ما هي قراءتكم لمضامين الرسالة التي وجهها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير لجلالة الملك محمد السادس؟
رسالة الرئيس الألماني جاءت لتؤكد التطور الإيجابي الذي تعرفه العلاقات المغربية الألمانية، تطور بدأ مع بيان نُشر على الواجهة الرسمية للحكومة الألمانية، والذي أشارت فيه إلى أهمية العلاقات مع المغرب، وأنه شريك أساسي وهمزة وصل بين أوروبا وافريقيا اقتصاديا، سياسيا، وثقافيا.
بيان الحكومة الألمانية ردت عليه الخارجية المغربية، حيث أكدت هذه الأخيرة في بيان لها على الرغبة الصادقة للمغرب في أن تعود المياه إلى مجاريها، معربة عن أملها في أن تقترن هذه التصريحات بالأفعال بما يعكس روحا جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقة تقوم على أساس الوضوح، الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
وفي اعتقادي أن بيان الخارجية المغربية هو الذي أسس لهذا التطور الإيجابي في العلاقات بين الرباط وبرلين، خاصة في ظل الحكومة الألمانية الجديدة.
وبخصوص دعوة جلالة الملك محمد السادس للقيام بزيارة دولة إلى ألمانيا، فإن هذه الدعوة تكتسي أهمية كبيرة، فزيارة دولة هي أعلى نموذج للزيارات المتبادلة بين رؤساء الدول في المصطلحات الدبلوماسية، بالتالي فهي تعني التوصل الى عدة توافقات، وأعتقد أنها ستكون فرصة مهمة لإعادة المياه إلى مجاريها.
والاشادة بمضامين رسالة الرئيس الألماني هي استجابة واضحة من المغرب لهذا التطور.
كيف تنظرون الى مستقبل العلاقات بين البلدين، هل ستعود الى سابق؟
في ظل الحكومة الألمانية الجديدة، وبعد الإشارات القوية التي تضمنتها رسالة الرئيس الألماني، أعتقد أن العلاقات المغربية الألمانية ستكون أفضل مما كانت عليه في الماضي، لأن جميع الآفاق مفتوحة لهذا التطور في جميع المجالات.
ألمانيا كانت هي المبادرة إلى التفكير في نقل الكهرباء إلى أوروبا عن طريق منصات الطاقة الشمسية في الصحراء، وهي تتأسف لكون بريطانيا كانت سباقة لتوقيع اتفاقيات مع المغرب بهذا الخصوص، بالتالي فإن عودة الدفء الى العلاقات بين الرباط وبرلين سيعيد المشاريع الألمانية في هذا المجال إلى الواجهة، مع مشاريع أخرى أكثر أهمية كصناعة السيارات الكهربائية.
وأشير أيضا إلى أنه إلى حدود اليوم، حوالي 300 شركة ألمانية كبرى تستثمر بكل من الدار البيضاء وطنجة على الخصوص، وإذا تطورت هذه العلاقات بين البلدين فالأكيد أن عدد المستثمرين الألمان في المغرب سيترفع.
هل يمكن أن يؤثر التطور الإيجابي الذي تعرفه العلاقات المغربية الألمانية على الموقف الإسباني؟
تطور العلاقات بين المغرب وألمانيا سيفرض نفسه ليس فقط على اسبانيا ولكن على جميع بلدان الاتحاد الأوروبي، فألمانيا دولة محورية في أوروبا ودولة قوية، فهي التي تقدم أكبر عدد من المساعدات سواء للدول الأوروبية التقليدية أو البلدان التي انضمت إلى الاتحاد بعد تفكك الإمبراطورية الشيوعية.
هذا الوضع سيفرض على اسبانيا تطوير علاقتها مع المغرب بشكل إيجابي، خاصة أنها هي المستفيد الأول من اتفاقيات الصيد البحري، ومن اتفاقيات تقنين الهجرة غير الشرعية، وحتى فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكل استمرار للتوتر ستكون فيه خسارة لإسبانيا.
موقع 2m المغربية