وقع الباحث وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة حسن قرنفل، مساء أمس الأربعاء بالرباط، إصداره الجديد الموسوم بـ “أصوات الفقراء”، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
ويتوزع الكتاب، الصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، إلى ستة فصول هي “الفقر، محددات ومعطيات”، و”نظريات في السلوك الانتخابي”، و”الفقراء والسياسة”، و”الجماعة وأدوارها”، و”تحليل الانتخابات الجماعية لشتنبر 2015″، و”تصويت الفقراء”.
ويأتي الإصدار الجديد، حسب مؤلفه، للإجابة عن مجموعة أسئلة تتعلق بمن يحصل على أصوات الناخبين الفقراء، وما إذا كانوا يصوتون في اتجاه واحد، وتأثير وضعية الفقر في توجيه تصويتهم، وكذا مدى استفادة الأحزاب التي ترفع شعارات المساواة والعدالة الاجتماعية والتضامن الاجتماعي من أصواتهم، أم أن الفقراء يصوتون حسب ارتباطات وعلاقات والتزامات لا علاقة لها بالأحزاب السياسية وطبيعة برامجها.
وقال الباحث في مقدمة الكتاب إن الفقراء يُعتبرون من أكثر الفئات الاجتماعية تأثرا بالسياسات الحكومية، وقوانين المالية، والمخططات الاستراتيجية الكبرى، إذ يرتبط مصيرهم ومصير أبنائهم بما تتخذه الحكومات من إجراءات وما تسنه من قوانين، وما تتبناه من تدابير لتحسين وضعيتهم الاجتماعية.
ويعرض الباحث في الفصل الأول تعاريف للفقر ومؤشراته والتصنيفات الدولية له، ويتطرق إلى بعض القضايا المتصلة بالتمييز بين الفقر الموضوعي الذي تكشف عنه المؤشرات الوطنية والدولية، والفقر الذاتي، وهو الإحساس بالفقر والانتماء إلى فئة الفقراء لدى كثير من الأشخاص الذين لا تصنفهم المعطيات الرقمية ضمن الفقراء بالضرورة.
ويستعرض في الفصل الثاني نظريات السلوك الانتخابي، من خلال جرد شبه شامل لأهم النظريات المفسرة للسلوك الانتخابي، متسائلا عن مدى قدرة الأبحاث والدراسات المنجزة في الموضوع على تفسير السلوك الانتخابي في المغرب بصفة عامة.
وفي الفصل الثالث، يتناول الكاتب طبيعة علاقة الفقراء بالسياسة، بتقصي مدى تأثير وضعية الفقر على المواقف السياسية للفقراء، ومدى انخراطهم في العمل السياسي، وطبيعة الأحزاب التي تستقطبهم.
وخصص المؤلف الفصل الرابع المعنون بـ “الجماعة وأدوارها”، لتحديد أدوار الجماعة الجديدة وصلاحياتها ومجالات اختصاصها وتدخلها، وأدوار رئيس الجماعة وأعضاء مكتبها، وطبيعة التدبير الجماعي ومعيقاته وتحدياته .
أما الفصل الخامس فخصص بالكامل لتحليل الانتخابات الجماعية لشتنبر 2015، بكل الجوانب المرتبطة بها من ترشيحات وحملة انتخابية، فضلا عن تحليل نتائجها.
وقال الباحث، في تصريح للقناة الإخبارية M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل التوقيع، إن المؤلَّف يقارب موضوع أصوات الفقراء خلال الانتخابات من منظور مساءلة مدى صدقية التصورات الرائجة التي ترى أن الفقراء يشوهون العملية الانتخابية لأنهم الأكثر إقبالا على بيع أصواتهم.
وأشار الباحث في هذا الصدد إلى أن دراسة عن قرب لطريقة تصويت الفقراء في مجموعة من الدوائر الفقيرة في المغرب تبين أن هذه التصورات مخالفة للصواب، وأن تصويت الفقراء أكثر تعقيدا مما يشاع، باعتبار أنهم يصوتون بصفتهم كتلة واحدة، وخاضعون لروابط اجتماعية منها روابط القبيلة والقرابة والمصلحة العامة والمصالح الاقتصادية المشتركة.
وخلص المؤلف إلى أن تصويت الفقراء هو تصويت “عقلاني” يخضع لعمليات عقلية تحسب حسابات الربح والخسارة في هذه العملية ليس على الصعيد الفردي، بل على صعيد جماعة الانتماء والمصالح التي يدافعون عنها.
وسبق للباحث حسن قرنفل أن أصدر عددا من المؤلفات، منها “النخبة السياسية والسلطة”، و”المجتمع المدني والنخبة السياسية”، و”الشغل بين النظرية الاقتصادية والحركة النقابية”، و”أهل فاس، المال والسياسة”، و”الفقر، من الإحسان إلى التنمية البشرية”.
المصدر و م ع