تخلت جل المساجد بالأحياء الحديثة عن عادات حميدة ظلت مساجد مراكش العتيقة محافظة عليها لما لها من آثار إيجابية تفيد القائمين على الصلاة بالمساجد و المترقبين لأوقاتها.
ذلك أن المساجد بمراكش العتيقة كان مؤذنوها لا يكتفون بالآذان فقط ، بل كانوا يستعينون أيضا بإنارة مصابيح تعلو الصوامع بالليل، وبرفع رايات فوقها بالنهار حتى يتمكن من به صمم أو من لا يصله صدى الآذان، إما لخلو حيه الجديد من أي مسجد وما أكثر الأحياء التي أنشئت بلا مساجد، أو لاستحالة سماع الآذان لسبب من الأسباب
و بعد أن طالب من لا يخلدون للنوم إلا في الساعات المتأخرة من الليالي، بضرورة خفض حجم أصوات المؤذنين، أو لأن مؤذني تلك المساجد أغنتهم مكبرات الصوت عن الصعود للصوامع، تم التخلي عن عادات كانت مآذن مراكش تتميز بها إلى جانب ما ذکر کترانيم إعلان الانتهاء من صلاة تراويح العشاء، وإعلان النفير موعد السحور خلال شهر رمضان، وتهليل التحضير والتوسعة ( قبل صلاة الفجر بدعوى من الدعاوى التي يصدرها بعض الفضوليين.
وبما أن المدينة دائما مع مواعيد دينية مختلفة وأن اتساع مدينة مراكش لم يعد يسمح للمؤمنين بسماع الآذان ومختلف الأدعية في الفجر وفي المناسبات الأخرى، فإن منارات المساجد تبقى سبيلا أوحد يدعو الجهة المسؤولة الإعادة النظر في الأسباب التي دعت إلى التخلي عن تلك الوسائل الإيضاحية لمواقيت الصلوات التي ليس فيها من ضرر ولا بدع بل بالعكس فإنها تبدد حيرة من فاتهم سماع الآذان وتساعدهم على ضبط مواقيت الصلاة وتبديد شكوكهم حول دخول أو خروج أوقات الصلاة.
معالم / المراكشية سنة 2005