ذ. محمد الطوكي/ كلية الآداب مراكش
الاسم في حد ذاته حامل لهوية صاحبه، وقد تنبه القدامى إلى سيميائيته فقالوا إن لكل إنسان من اسمه نصيب.
فما هو نصيب مترجمنا من اسمه.
عبد الرزاق : علم أضيف فيه “عبد” إلى اسم من أسماء الله الحسنى وهو “الرزاق”، وفي القرآن الكريم “والله يرزق من يشاء بغير حساب” البقرة /212. والمضاف يكتسب من المضاف إليه معاني نحوية وإشارات سيميائية.
وعلى كل فالله تعالى قد متع مترجمنا، عبد الرزاق، بمجموعة من المواهب والمؤهلات، فهو كما يقول الفقهاء واحد بالشخص وجهاته متعددة.
– فهو من وجهة توجهه العلمي : مختص في علم من علوم الزراعة هو الأثنولوجية الزراعيةEthnobotanique . وله فيه أبحاث ودراسات. فهو مرتبط بالأرض وما يخرج منها من نبات مختلف ألوانه فيه للإنسان شفاء وأمن غذائي وهو في نفس الوقت بهجة وزينة وجمال حين يخلد الإنسان إلى الراحة والاستمتاع. فللأرض بالنسبة لعبد الرزاق مظهران؛ أحدهما موضوعي عقلي بمبعدة عن الذاتية تفضي منهجيته إلى استنباط النظريات والقوانين، والمظهر الثاني ذاتي وجداني يصبح فيه الموضوع أي الأرض مؤنسا يحدث من شفت نفسه، أو يتحدث عن نفسه من خلاله.
– الجهة الثانية من نصيبه من اسمه : أنه قد رزق حسا فنيا أنيقا تجلى في لوحاته، ومنحوتاته، وجمال فضاء حدائقه الملهمة، كما تبدى حسه الفني في ألبوم صوره الفوتوغرافية الموحية بظلال شريحة من سيرته الذاتية.
– الجهة الثالثة من نصيبه من اسمه : تتعلق بفن القول بالإبداع الأدبي، وروايته سيدي غريب، وهي أولى أعماله السردية، جاءت ناضجة لا علاقة لها بأوليات الأعمال، تدل خلفيتها الإبداعية على أن ذاكرته مزدانة بالحكي سماعا وفرجة وقراءة .
فبطل روايته سيدي غريب تنكب السياسة ودسائسها ومقالبها وتقلبها، وخلص إلى المعرفة والتأمل وارتياد مجالس العلم بذلا وتحملا، فلا سبيل إلى الرقي إلا بالعلم. وبهذه الطريقة العلمية الجامعة بين الأصيل والانفتاح على ما عند الآخر يكون البطل قد أغنى واغتنى؛ عن طريق رحلة ماتعة غطت جغرافيا وبشريا مجالا شاسعا، هو عبارة عن مسالك الإمبراطورية المرابطية الأفرو أوروبية التي ورثها الخليفة علي عن والده يوسف بن تاشفين.
– الجهة الرابعة من نصيبه من اسمه : هي الغيرية، فهو خارج عن ذاته، منفتح على الغير، يرى سعادته مرتبطة بسعادة الآخرين ؛ على سبيل المثال لا الحصر أراه يأخذ مما تغل ضيعته ما يغطي حاجة أسرته، وما زاد على الحاجة يبذله لجواره من أهل القرية. كما فتح في حدائقه البهيجة قسما لصبية أهل القرية، يرتادونه صبيحة كل أحد ليتلقوا دروسا في الرسم واللغات الأجنبية.
– إن يمين عبد الرزاق يَدُ أستاذ صَنَاع، تنوعت الوسائل التي تذرع بها في التعبير عن رؤياه ما بين ؛ ريشة وإزميل وفرشاة، وكتابة بالكاميرا حيث يعد من أوائل المغاربة الذين تعاطوا وبرعوا في هذا الفن