أدى تغير المناخ إلى “تحريك تربة لندن الفريدة من نوعها” إذ تكون دائما عرضة للانكماش والتوسع.
ولهذا السبب يزداد خطر انحطاط التربة، مما قد يؤدي إلى تدمير العديد من المباني التاريخية في لندن.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” نقلا عن المهندسين وشركات التأمين المحلية لا تزال مبان تاريخية كثيرة في العاصمة البريطانية في حالة سيئة وتستمر في الانهيار تدريجيا بسبب تغير المناخ.
كما أشارت الوكالة إلى أن بريطانيا واجهت في الأعوام الأخيرة الماضية فترات جفاف صيفية بعد شتاء ممطر. وبسبب ذلك تواجه المباني التاريخية في الأجزاء الوسطى والجنوبية الشرقية من البلاد، بما في ذلك في العاصمة، مشاكل كبيرة.
وحسب مهندس المسح الجيولوجي البريطاني لي جونز، فإن طين لندن فريد من نوعه من حيث أنه شديد التأثر بتغير المناخ. وقال الجيولوجي: “كلما ازداد المناخ رطوبة، ازداد انتفاخ الطين وتمدده، وتاليا زاد جفافه وانكماشه وتشققه”، مشيرا إلى أن المباني والطرق تشهد هبوطا في منطقة العاصمة البريطانية.
وبحسب ما قالت جمعية شركات التأمين البريطانية للوكالة أدى تغير المناخ إلى أكبر مدفوعات تأمين على مدى عقود، وقالت بلومبرغ:” بالنسبة للمطالبة بالتعويضات المقدمة عام 2022، تتوقع شركات التأمين البريطانية دفع 281 مليون دولار، وأشارت إلى أن هذه هي أعلى فاتورة دعم تأمين متوقعة منذ عام 2006، وأن العديد من المطالبات يتعلق بدرجات الحرارة القياسية في الصيف الماضي.
ووفقا لتقديرات بلومبرغ، إذا كان 20٪ فقط من مباني لندن معرضاً عام 1990 للخطر بسبب هبوط التربة، فإن نسبتها سترتفع إلى 43٪ عام 2030 ، وفي عام 2017 ستزداد النسبة إلى 57٪. وفي الوقت نفسه هناك مخاطر أكبر في الأجزاء الوسطى والشمالية من لندن، حيث تسود المباني التاريخية.
وقال أنطوني بادلي، الإداري في شركة Aspray Ltd لشؤون خسارة الممتلكات في بريطانيا: “تم بناء العديد من المنازل في المملكة المتحدة على قاعدة الطين الداكن، ويمكن أن يتسبب الطقس الجاف بشكل خاص في تغيير وضع العقارات. وفي لندن، التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، قد يجعل هبوط التربة معظم المنازل غير صالحة للسكن”. وأضاف الخبير أنه تم بناء واحد من كل ستة منازل في إنجلترا قبل عام 1900، عندما لم تكن لتأخذ المعاييرُ الهندسية في الاعتبار درجاتِ الحرارة القصوى.
المصدر: بلومبرغ