ورقتان تعريفيتان لجامع في مدخل ساحة جامع الفنا سلطت وسائل الاعلام الدولية والوطنية الضورء عليه بعد أن تضررت صومعته بشكل كبير …. جامع فقد إسمه التاريخي ليحمل اسم خربوش مجدده والذي قام بتوسعته . فمن هو خربوش؟
الورقة الأولى للباحث رابطة الدين محمد، الأستاذ الجامعي والباحث الأكاديمي، والورقة الثانية للباحث عمر أضرموش
موقع الجامع
يقع في النهاية الشمالية لساحة جامع الفنا حيث مدخل حومة القنارية وحومة درب ضبشي واسوق القصابين و السمارين. وهو من مرافق هذين السوقين.
الاسم
جاء في ترجمة ابي علي ويسينن بن عبد الله البردعي الاسود ” نزل بمراكش وبها مات عام ستة وثمانين وخمسمائة (586هجرية) …سمعت محمد بن احمد الزناتي يقول جلست يوما بدكان ابي ويسينن مع موسى بن مسعود المعلم قبلي مسجد الجزارين ” يقول الاستاذ احمد التوفيق في تعليقه على هذا المسجد ” لعله مسجد القصابين الذي ذكره صاحب الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام ( 1.96)، وحي القصابين معروف الى اليوم بمراكش.”( التشوف ص 282-283. والاحالة رقم 722.)
يسمى ايضا جامع خربوش . نسبة الى الحاج امحمد خربوش الذي قام بتوسعته وتجديده معالمه في العشرينات من القرن الماضي و كان أمينا رحبة الحنطة ، وعضوا منتخبا في اللجنة البلدية المشتركة سنة 1926.
الوظائف
- الصلوات الخمس اليومية.
صلاة الجمعة.
قراءة الحزب الراتب.
المرافق. - دار الوضوء.
من خارج بابه المقابل لساحة جامع الفنا كانت تجري يوميا عند الغروب مراسيم الاعلان عن حلول وقت اغلاق ابواب المدينة. وذلك بإطلاق البنادق عيارات نارية ايذانا بدخول توقيت الاغلاق حيز التنفيذ.
ببليوغرافيا.
ابن الزيات التادلي. التشوف الى رجال التصوف. تحقيق احمد التوفيق. الطبعة الاولى. الدارالبيضاء.1984.
كان المسجد في عهوده الأولى بدون صومعة ، ويقال أن صلاة الجمعة لم تقم فيه الا في سنة 1984 . و ينفرد المسجد بكون الراية التي يرفعها المؤذن عشية الخميس لونها أزرق وليست سوداء كما في المساجد الأخرى
وكانت المراكشية قد نشرت سابقا ورقة للباحث عمر أضرموش حول جامع خربوش الذي حمل إسم الشخص الذي قام بتوسعته وتجديد معالمه في بداية العشرينات من القرن الماضي . نقدمها فيما يلي:
ويتواجد جامع خربوش بالقرب من زقاق القصابين التجاري، وغير بعيد من ساحة جامع الفناء حيث كان المسجد في عهوده الأولى بدون صومعة ، ويقال أن صلاة الجمعة لم تقم فيه الا في سنة 1984 . و ينفرد المسجد بكون الراية التي يرفعها المؤذن عشية الخميس لونها أزرق وليست سوداء كما في المساجد الأخرى. ويتم تبديلها قبيل صلاة الجمعة براية بيضاء .
و للمسجد 3 أبواب ، كما كان قي صحنه سابقا نافورة مزركشة بقرمود بديع .. و كانت بجوار المسجد رحبة للملح فتم ادماجها الى المسجد وتخصيصها كجناح للنساء .
أما الشخص الذي قام بتوسعة الجامع وتجديد معالمه في بداية العشرينات من القرن الماضي، امحمد خربوش، فإنه كان أمينا لسوق الحبوب والقطاني ، أو ما يصطلح عليه رحبة الحنطة ، وكان أيضا عضوا منتخبا في اللجنة البلدية المشتركة سنة 1926
الكاتب الفرنسي جوستاف بابان عاش في مراكش حوالي 8 سنوات ، وقد تحدث عن امحمد خربوش باسهاب . ننقل بحياد مقتطفات مما جاء في كتابه ”المغرب بدون قناع ” والذي ترجمه الى العربية ذ . عبد الرحيم حزل .
يقصد رحبة الزرع كل صباح من الفلاحين البسطاء يحملون محاصيلهم الهزيلة في ركبهم الصغير المتكون عادة من جحش أو اثنين ، أوجمل أواثنين ..
ما ان يصل الركب الى الرحبة حتى يلقاهم خربوش أمين الحبوب .. يرافقه مخزنيان أو ثلاثة قد لا يكونون شرعيين ، ذلك أنه يكفي أن يضع لص طربوشا مخزنيا فيجعل من نفسه رجل درك.. أما باقي أفراد الفرقة فهم غلمان مدربون على سرقة حفينات حبوب من ” الشواريات ”
من دون نقاش تشترى الحمولة بالسعر الذي يحدده الأمين المزعوم . ففي عام 1926 ــ ابان المجاعة ــ كان يؤدى لهؤلاء الفلاحين الفقراء مابين 75 و90 فرنك للقنطار فيما كان مستوطنونا الفرنسيون يبيعون حبوبهم بأكثر من 160 فرنك .. ولو جازف أحد هؤلاء البؤساء بالاحتجاج فان بعض اللطمات من الشرطي كفيلة بانهاء المشكلة .
وكل احتجاج سيكون من غير طائل ، فالبضاعة حينئذ تكون بين يدي المدعو خربوش ، ولو حدث خلاف فالأمر سيرفع الى محكمة الباشا الكلاوي التي يتولى أمورها المدعو البياز . الضحية يعرف ذلك .. ولكن من سيحرس له دوابه أثناء الجلسة ؟ فبعض الأعوان يكونون على استعداد للانقضاض عليها ، مما يحتم على الضحية أن يذعن ويتنازل والا فقد كل شيء !
وتقدر عائدات هذه التجارة على خربوش وسيديه ما بين 2000 و 3000 فرنك كل يوم . وبفضل هذه المهنة أصبح خربوش ـ الذي كان قبل 10 سنوات خادما صغيرا جدا يجوب الشوارع بقميص وسروال تبرز منه مؤخرته ـ أصبح يحوز ثروة تقدر بمليوني فرنك .
ولكم يحزننا ان هؤلاء الحماة الفرنسسين المتحضرين الذين كلفوا بنشر العدل هم من كرس هذه العادات الوحشية ومكنوا لها أسباب الاستمرار . وهي من السهولة الحد منها .. خصوصا موظفيها الذين يعملون على مبعدة ثلاثين مترا من سوق البؤس هذا … ))