عرف المدينة القديمة لمراكش، وعدد من الدواوير، عمليات إحصاء للمباني المتضررة من الزلزال، لتحديد درجات الضرر الذي أصابها وما مصيرها؛ هل سيتم هدمها أم فقط تحتاج إلى إصلاح، وذلك في إطار البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من الزلزال.
عن موقع قناة الأولى التلفزية المغربية
حضر طاقم SNRTnews مراحل عملية جرت في المدينة القديمة لمراكش، وفي دوار “تافكالت” في جماعة أمزميز، اليوم الاثنين 18 شتنبر 2022، لعدّ المنازل التي تضررت بسبب الزلزال الذي عرفه إقليم الحوز.
مراحل وخبرة ميدانية
تستهدف النسخة الأولى من برنامج إعادة الإيواء التي تم تقديمها بين يدي جلالة الملك محمد السادس والتي تم إعدادها من قبل اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية سامية، حوالي 50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة.
في المدينة القديمة لمراكش، يتعين على المتضرر وضع شكاية في الملحقة الإدارية، يوضح من خلالها واضع الشكاية نوعية الضرر الذي أصاب منزله، وعنوانه والوضعية الاجتماعية لصاحبه، ويترك رقمه الهاتفي للاتصال به كمرحلة مقبلة تقوم بها السلطات المحلية وتقنيو مختبر المراقبة.
كما عاين طاقم SNRTnews، بعد وضع الشكاية يتم استقبال المعني من طرف قائد الملحقة، برفقة تقنيين ومنتخبين، لاستفساره عن وضعية المنزل وهل يرى أنه من الواجب هدمه كليا أو إصلاحه فقط.
وشرح محمد الإدريسي، نائب عمدة مراكش، أن لجنة من التقنيين والمهندسين يتوجهون إلى المنزل، وتتم معاينة وضعيته، لكي يتم تحديد مصيره، إما الهدم أو الهدم الجزئي أو الإصلاح فقط. ويتم إنجاز تقارير يومية عن هذه المعاينات ومنحها للسلطات المحلية.
وفي حال الوقوف على وضعية تستدعي الاستعجال، يتم في الحين إخبار السلطات لكي يتم الشروع في هدمه كليا أو جزئيا في أقرب وقت.
وقررت السلطات المحلية، بناء على هذه المعاينات الميدانية، إغلاق بعض الممرات في المدينة القديمة، لهدم أجزاء من بعض المنازل، بتنسيق بين السلطات المحلية والمنتخبة، كما أخلت منازل أخرى ووضعت أسره في أماكن بديلة، فيما سيتم تدعيم دور أخرى بأعمدة حديدية ريثما يتم اتخاذ قررا بشأنها.
وتكمن صعوبة الوضع في المدينة القديمة لمراكش، في الخطورة التي تشكلها بعض الدور المهددة على الجيران، حيث تجد منزلا غير متضرر لكن في حالة خطر بسبب منزل مجاور مهدد في أي لحظة.
أكرم قصار، مهندس مدني في مجال الخبرة، المشارك في عمليات المعاينة بمراكش، لفت إلى أن العملية بدأت منذ أيام، واللجنة التي تُحصي وتُقيم حالة الدور في المدينة القديمة تضم 8 تقنيين ومهندسين، يمثلون ثمانية مختبرات للتجارب.
عن كيفية المعاينة، يشرح لـSNRTnews أن التقنيين والمهندسين يلجون المنزل المتضرر، الذي وضع صاحبه شكايته من قبل، لمعرفة وضعية البناء، وما درجة تضرره وخطورته على ساكنيه وعلى الجيران والممرات.
بناء على المعاينة، يتم تحديد ما يتعين فعله، إما مغادرة البناية أو عدم ولوج إحدى أجزاء البناية، أو ضرورة تدعيم أساساته بأعمدة حديدية، أو يتم إخبار السلطات المحلية بأن البناية لا خوف عليها من الانهيار.
جولات ميدانية في الدواوير
في أمزيميز إحدى الجماعات المتضررة من الزلزال، تم إطلاق هذه العملية بحي “سور الجديد” من قبل لجنة تتكون من ممثلي السلطة المحلية والجماعة الترابية أمزميز، وقسم التعمير بإقليم الحوز، والوكالة الحضرية بمراكش، وأحد المختبرات، والوقاية المدنية، والدرك الملكي والمجتمع المدني.
طاقم SNRTnews حضر عملية أخرى في “دوار تافكاغت”، ضواحي أمزميز، حيث كانت مكونة من ممثلي السلطات المحلية والمنتخبة، وتم بشكل مباشر إحصاء المنازل المتضررة.
- في هذا الدوار لم يتبق إلا حوالي أربعة منازل لم تتعرض للانهيار، لذلك وصل عدد المباني المهدمة نحو 120، كما أكد أعضاء اللجنة، التي قررت استكمال عملها في اليوم المولي لتشمل العملية كل الدوار قبل الانتقال إلى الدوار المجاور