وبهذه المناسبة، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، إن الدورة التاسعة للمسابقة الدولية الفرنكوفونية “أطروحتي في 180 ثانية”، التي تنظم بالمغرب، تشكل موعدا بارزا للاحتفاء بالبحث العلمي، وتمكين “باحثينا المميزين من تشاطر شغفهم بالعلوم مع العالم بأسره”، مشيرا إلى أن هذا الاحتفاء يتناغم مع المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار “2030”، والذي يتوخى تكوين جيل جديد من طلبة الدكتوراة ويشجع إرساء معاهد وطنية موضوعاتية للبحث، بغرض النهوض بالبحث العلمي وجعله رافعة لتسريع المسار التنموي في المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح السيد ميراوي أن هذه المسابقة تعكس فحوى التواصل العلمي، وأنه لا يتعين قط على العلوم أن تظل حبيسة جدران المختبرات، بل أن تكون ولوجة للجمهور الواسع، مبرزا أن المتأهلين للنهائيات هم “سفراء حقيقيون للبحث العلمي، نجحوا في كسب تحدي تقديم أطاريحهم في 180 ثانية فقط من خلال استعمال أسلوب واضح ومبسط ومقنع”.
وأشاد الوزير في هذا الاتجاه بالتنظيم الجيد لهذه التظاهرة، مضيفا أن مسرح محمد الخامس احتضن سنة 2016 نسخة سابقة من هذه المسابقة.
هكذا، ظفرت كل من كاميل لخليفي الطالبة بجامعة باريس سيتي-فرنسا، عن أطروحتها “القدرات المعرفية للأطباء.. ماهي الروابط بين الخيارات الصحيحة موضوعيا للأطباء المستقبليين وأحكامهم الذاتية بخصوص معارفهم والقرارات التي يتخذونها وتكون محط تشكيك”، بالرتبة الأولى، فيما عادت الجائزة الثانية لماييل بوتان من الجامعة الكاثوليكية للوفان ببلجيكا عن أطروحتها “توليف الأنظمة الجزيئية المضيفة للتعرف الانتقائي على الأنيونات”.
أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الطالبة تيغاويندي فانيسا روزيط بورو، عن المعهد الدولي لهندسة المياه والبيئة ببوركينافاسو، عن أطروحتها “الحلول المقاومة للماء والولوجة والمستدامة لأحواض تجميع مياه الأمطار في المنطقة السودانية -الساحلية”.
ونالت جائزة الجمهور الطالبة هاجر أخوتير، عن جامعة ابن زهر بأكادير، عن أطروحتها تحت عنوان “مميزات المقاوم والمتحرك للسلالات البيئية والسريرية بالمغرب”.
ورامت التظاهرة التي نظمتها جامعة محمد الخامس بالرباط، والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وعرفت مشاركة طلبة ينحدرون من 20 دولة ناطقة بالفرنسية، إبراز الجيل الخلف للعلماء، وتكوين الباحثين الشباب في مجال التواصل والوساطة العلمية، وتسهيل الاندماج المهني لطلبة الدكتوراة، إضافة إلى تطوير تبادلهم مع باحثين من تخصصات أخرى وبلدان أخرى.
من جهتها، قالت مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، جميلة العلمي، إن المسابقة تدل أن البحث الأكاديمي يمكن أن يكون مفهوما ومشوقا للجميع وقريبا من الجمهور الواسع، مضيفة أنه يبرز أيضا أهمية إيجاد الخلف العلمي لتحقيق التطوير المستمر للبحث والابتكار.