للمراكشية : عمر أضرموش
النص الأول ( 1925) :
(( مراكش قرية كبيرة للشهوات ، يأتيها الناس من أماكن بعيدة طلبا للملذات فهي تضم أزيد من 3000 ماخور من علني وسري ، ووحده ” البياز ” من يراقب هذا المجال ويستغله ماليا .. يساعد البياز رجل يسمى ” باسيدي ”
أحيانا يحدث لبعض النساء وبعض الرجال أن يقعوا فرائس لغرائزهم فيسمحوا لأنفسهم ببعض المغامرات فيقعوا في يد شرطة سرية لا تشدد كثيرا في الاجراءات.
فبمجرد ما يباغث رجل في أحد المواخير الغير مرخص لها حتى يخرج شكارة نقوده .. وتنزع المرأة دماليجها وخواتيمها لتسلمها ساخنة الى العميد . ومن حسن حظ البياز أن تهمة ارشاء موظف غير واردة في القانون الشريفي .
وكم جمع الباشا الكلاوي من الخواتم والدمالج الثمينة ، وكم من المتغنجات الباريسيات يتقلدن حليا تم جمعها بهذه الطريقة دون أن يسألن نفسهن عن سر سخاء الكلاوي .
ومن لم يجد ما يسلمه من عمولة يجر على الفور الى السجن ويعرض في اليوم الموالي على محكمة الباشا الكلاوي ” النزيهة ”
وكثير من هؤلاء يقبلون أن يكونوا عملاء أو وشاة أو مخبرين مقابل الافراج عنهم .
ان هذه العمولات لهي من أفضل و أضمن عائدات ”الكلاوي ” و” باسيدي ”. هذا الأخير لم يكن يملك في بداياته ــ قبل سبع سنوات ــ سوى جلابة من الخرقة ، أما الآن فلباسه فأصبح من الصوف الرقيق والحرير .. وها هو اليوم يتملك عقارات قيمتها قرابة 100000 فرنك جاءت من الفتات الذي يترك له من هذه الوليمة المقرفة .
و يوجد بالطبع عدد كبير من القوادين والشواذ الرسميين المرخص لهم من ادارة السلطة الفرنسية .. ويعرف هذا المجال رواجا قلما يعرف الكساد .
وقد بذلت محاولات لاصلاح هذا الميدان .. اذ أنشأ السكرتير Georges duvernoy شرطة للأخلاق من أجل ادخال بعض النقاء على المواخير المراكشية ..الا أن هذه الشرطة تعرضت لمضايقات .. حتى أن أحد الموظفين بها اغتيل بطعنة في الخاصرة و ألقي في احدى الخطارات التي ترى سداداتها على جوانب الطرقات والتي تدفن في بطنها ما لا يعد ولا يحصى من الأسرار )) .
النص الثاني (1956) :
(( جلست مع صديقي الى احدى الموائد الشاغرة قرب باب مطعم الكتبية .. كان الجو حارا.. اقترب الأطفال منا كثيرا .. راحوا يشيرون الى الطعام .. بدوا مستمتعين بأشكال شواربنا المعقوفة .. فتاة ربما في العاشرة من عمرها .. هي أكثرهم وسامة ..أشارت الى الفراغ الموجود بين شفتها العليا و أنفها جاذبة شعرا وهميا بأصبعيها .. راحت تضحك ملء قلبها .. والأطفال يشاركونها الضحك .
أقبل صاحب المطعم ـ فرنسي ـ ابتسم وقال لي :
ــ عاهرة صغيرة .. مناسبة تلك البنت .
ــ ماذا ؟ في هذا العمر؟ هذا مستحيل !
ــ لا تشك في هذا.. بمقدورك أن تظفر بأي منهم لقاء 15 فرنك .. لسوف يمضون جميعا على هذا الأساس .. لا تتعجب عليك أن ترى القليل من حياة الليل بمراكش ..هذا حالهم منذ قدمت هنا وقت الحرب العالمية .. ذات مرة قادنا أحدهم الى دار بها جمع من الفتيات الصغيرات .. كن جميعا عاريات .. ركعن على أقدامنا .. رحن يتوددن الينا من كافة الاتجاهات.. لم تكن أي منهن أكبر من هذه الصبية الواقفة هناك ..وبعضهن أصغر منها ..أمضينا وقتا ممتعا أعادنا الى وقت الصبا………………….. )) .
……
1ــ النص الأول هو مقتطفات مقتبسة ــ بتصرف ــ من كتاب ” Le maroc sans masque ” لمؤلفه Gustave babin ترجمة عبد الرحيم حزل الصفحات 124 و 125 و126 .
ــ قال المؤرخ جون لوي مييج عن مؤلف هذا الكتاب ” هو من أقوى كتاب الحماية و أعنفهم ” .
ــ قال السياسي أحمد بلا فريج بشأن هذا اكتاب ( .. أحداث هذا الكتاب صحيحة جدا ، كل المغاربة بعرفونها ..)
ــ وقال عنه المؤرخ الاسباني راميرو سانتاماريا ( انه كتاب قض مضجع الكلاوي ، فكان على استعداد لأن يدفع وزن نسخه ذهبا لأجل مصادرته وجمعه من الأسواق ) .
2ــ النص الثاني هو مقتطفات من كتاب أصوات مراكش للكاتب البلغاري Elis cannetti . الصفحات 141 ، 142 ، 143 .
زار الكاتب مراكش سنة 1956 . حصل على جائزة نوبل سنة 1981 . توفي عام 1991 .