ذ٠محمد الطوگي / المراكشية
كتاب شريف أسماه الله.. من جلالة الملك (سيدي محمد بن يوسف) نصره الله.. إلى باشا مراكش الحاج التهامي المزواري .
وتيقة طـُبعت بمطبعة التقدم الإسلامية بحومة القنارية بمراكش . مديرها (محمد المهدي).
* – مكننا من هذه النسخ المرحوم بعفو الله الأستاذ العلامة اليوسفي مقدم الضريح العباسي سيدي عبد اللطيف التباع .————————————-
الحمد لله
نسخة من الظهير الشريف، اسماه الله ، الصادر في شأن الأعراس والمآثم بمدينة مراكش
خديمنا الأنجد، باشا مدينة مراكش الطالب الحاج التهامي المزواري، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله، وبعد :
فقد اطلع علمنا الشريف على جوابك عما أمرت به ؛ من جمع القضاة والمحتسب، وأعيان البلد ليتفقوا على تقرير ما يتعين الاقتصار عليه في أفراحهم وأتراحهم، وإسقاط العوائد المفضية إلى الخسارة والتلف في أحوالهم وأموالهم. وإنهم اجتمعوا لديك، واتفقوا على ما حددوه من ذلك أو حذفوه، حسبما وقع الإشهاد به ؛ كما هو مبسوط بالرسم العدلي الواصل لشريف أعتابنا.
وغير خفي أن مولانا الوالد، قدس الله روحه في أعلى المشاهد، كان أصدر ظهيرا أساسيا لأهل حاضرة فاس، بتاريخ متم ربيع الأول عام 1336 هـ ؛ يجعل حدا للعوائد التي كثرت في ذلك الإبان، وتعيين ما يتعين الاقتصار عليه إذ ذاك في هذا الشأن ؛ رغبة في الاقتصاد وسلوك سبيل الرشاد.
وإننا نظرا لما ازداد الآن بسبب الحالة الوقتية والظروف الطارئة، وما نشأ عن ذلك من فقد معظم الضروريات، وارتفاع ما عساه يوجد من الحاجيات، ولما لنا من الاهتمام بمصالح الرعية، والحرص على ما يتوصل به إلى المقاصد الشرعية، ويتوسل به إلى موافقة العوائد المرعية ؛ والرفق باليتيم والضعيف والإبقاء على حالة الشريف والمشروف، واجتنابا للتبذير والإسراف المنهي عنه في الكتاب المبين بقوله تعالى (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، اقتضى نظرنا السديد، ورأينا الموفق الرشيد تكميلا لظهير سيدنا الوالد، نور الله ضريحه وأسكنه من الجنان فسيحه، الاقتصار في تلك العوائد على ما اتفق عليه الأعيان هناكم، ومنع باقي العوائد الزائدة المتفق على منعها منعا باتا، لا يسوغ معه لأي كان استعمالها كلا أو بعضا، حسبما كل من ذلك المقتصر عليه والممنوع، بمخول ظهيرنا الشريف هذا.
ونأمر خديمنا الباشا والقضاة والمحتسب بالسهر على تنفيذ مضمونه، والعمل بمقتضى منطوقه ومفهومه، كما نأمر الباشا بإعطاء القضاة والمحتسب نسخة لكل واحد منهم من ظهيرنا الشريف، وبتثبيت نسخة منه بكناش المحكمة الباشوية، وأن يجعل شديد المراقبة على تطبيقه، وإجراء الكل على نهجه وطريقه.
أنجح الله الآمال ووفق لصالح الأعمال والسلام.
في 28 محرم 1362. وسجل هذا الكتاب في الوزارة الكبرى بتاريخ 5 صفر عامه موافق 10 براير 1943.