صدر كتاب جديد يحمل عنوان : “حومات ودروب مدينة مراكش العريقة.. الإنسان والمجال” لمؤلفه إبراهيم صفاء الفيلالي.
ويستحضر هذا الكتاب الذي يقع في 560 صفحة، ذاكرة حومات الماسين-والقصور – وبن صالح – وازبزط وسيدي اسحاق.
وفي معرض تقديمه لهذا الكتاب أوضح الدكتور المصطفى فنيتير ان الباحث دفعنا إلى ضرورة الاهتمام بتاريخنا المحلي والحفاظ على المعالم و الرموز ذات الصلة بحياتنا اليومية، وتكريس الاعتراف بمنجزات الأجيال، و التشبت بمبدأ احترام المجال الجماعي المشترك، و ما ترسخ من خلال ذلك من ثقافة جماعية تعتمد مبدأ التعايش و التساكن و احترام الجار.
وأبرز الباحث في المدخل العام، دوافع تأسيس مدينة مراكش واختيار موضعها، و الشروع في البناء، ودلالة اختيار الاسم، وأصول تركيبة سكانها، والترتيب و التقسيم الإداريين القديم، ومفهوم الحومة، والدرب و الساحة، والمواقف الأساسية الدينية والمعيشية بداخلها.
وانصب عمل الباحث على إبراز مميزات كل حومة من الحومات السالفة الذكر بقراءة لأسماء دروبها، ورصد أسماء الأسر والعائلات، والمثقفين، والعلماء، والأولياء، وقادة الحركة الوطنية، و التجار والصناع ونوعية الباعة المتجولين، والنخب والأعيان.
وتوقف الباحث عند مفهوم بنت الدريبة و أولاد الدرب وأنشطتهم الثقافية و الرياضية، وعلاقة التعاون و التعايش بين نساء الدرب.
اهتمّ الباحث كذلك بالمجال العمراني و السكني داخل كل حومة وما تميزة به حومتا المواسين وازبزط كأحياء ادارية بمواصفات متكاملة، وتعايش الزوايا والطرق الصوفية داخلة حومة القصور، وارتباط الحومة بالمواسيم الدينية، وأثر المديح والسماع على ساكنة الحومة و المدينة.
وخلص الباحث في خاتمة الكتاب إلى موضوع علاقة الفرد بالمجتمع، والاثنان معا بالماضي، والعلاقة التي مازالت تستوجب التدقيق والبحث، ذاكرا بأن قراءة التاريخ هي البداية الأولى لصياغة الأسئلة التي تهم المستقبل.