الصفحة الرئيسيةرياضة

في أفق الجمع العام .. 1/ أزمة الكوكب المراكشي ليست جديدة …

اتضح بعد مرور كل هذا الوقت من الموسم 2001-2002، وبعد مسيرة كلها نكوص وإخفاق، اتضح أن مشكل الكوكب المراكشي لكرة القدم ليس ناتجا عن ضعف تقني أو عبء نفسي ولا حتى مالي.

اتضح بعد مرور كل هذا الوقت أن اندحار هذا الفريق وحصده للنتائج السلبية والتي جعلته دون هوية مسجونا في الأقسام الدنيا (الهواة والثاني)، مرده إلى سوء تسيير وتدبير، وصراع بين اشخاص يبحثون عن مركز دائم لستر ما نهبوه وللحفاظ على المكتسبات التي جنوها من سيطرتهم على الفريق لفترة من الزمن.

إن المشاكل التي علقت بالمدربين الذين تعاقبوا بالعشرات، منذ سنوات،  ليست في الأصل إلا محاولة لصرف النظر عن المشاكل الحقيقية المتمثلة في تباين الرؤى واختلافها في طريقة التسيير، وفي استقلاليته، وكذلك في نوازع أخرى تتمثل في غياب الارادة العامة للتسيير الجماعي، وعدم إمكانية الإطلاع على الوضعية المالية، والبنية التحتية للفريق.

إنه وضع قديم نسبيا، لم تستطع كل المحاولات الترقيعية أن تصمد أمامه، فلا المنح والاكراميات الممنوحة للنادي سواء من طرف المجالس المنتخبة خارج ميزانية الفريق، نفعت في حل مشاكل الكوكب البنيوية أو رأب وضعيته المتداعية.

لقد عرف نادي الكوكب المراكشي خلال مسيرته مشاكل تسيرية وتم أثناءها انسحاب رؤساء مكاتب أحيانا، وحل تلك المكاتب، وتم الالتجاء إلى إنشاء لجن مؤقتة بديلا لها، وكثيرا ما استمرت تلك اللجن المؤقتة، وتحولت في أحيان كثيرة إلى لجن دائمة  ورغم ذلك لم تتمكن من حل المشاكل ولا حتى من التخفيف منها. حيث كانت القرارت دائما فوقية ومنفردة لا تتم فيها استشارة الجميع.

لقد وصل العجز المالي في فترات متعددة إلى مستويات متدنية، إلى حد أن حافلة فريق الكوكب المراكشي التي كانت تقل الفريق الأول في عودته من مقابلة بفاس (أعتقد في 2001 – 2002)، جف بنزينها قرب البيضاء في طريقها الى مراكش، فاضطر سائقها إلى النزول إلى مراكش، وترك الحافلة بلاعبيها هناك إلى حدود الثانية ليلا من أجل جلب هذا البنزين.

وكما هو معروف لقد وصل الأمر إلى هذا الحد، في الوقت الذي لا أحد باستطاعته الكشف عن عائدات العمارات المملوكة للنادي في جليز المحيطة بملعب الحارثي.

فمن يصدق هذا الوضع في الوقت الذي يعرف فيه الفريق رضى من جميع الفعاليات الفاعلة بمراكش، سواء من سلطة ومنتخبين، وكانت قد فوتت له أراضي بنيت عليها مشاريع وملاعب في باب دكالة – وسيدي يوسف بن علي، وبعدهما قاعة بن شقرون. وكل المراكشيين يتذكرون قصة تفويت حديقة ساحة الحرية التي تم التنازل عنها فجأة, بعد أن ظلت مسيجة بحائط خشبي حمل شعار الفريق لمدة طويلة.

إننا نعتقد أن غياب الشفافية والوضوح في معالجة الأمور منذ نهاية مرحلة المديوري، والانفراد بالقرارات المصيرية للفريق واستغلال البعض للفريق لتحقيق طموحاته الأنانية، لا يمكن إن يؤدي إلا إلى استمرارية هذه الوضعية المتردية، وتفاقم الوضع أكثر، إذ لابد أن يساير الفريق المتغيرات، وأن يتحول إلى مقاولة بالمعني الحديث، يكون لها مواردها القارة، وأن يجد اللاعبون ما يطمئنهم على مستقبلهم وأن يتم التعامل مع الفرق المحلية باعتبارها خزانا للموارد البشرية يمكن أن تزود الفريق بما يحتاجه.

arArabic