بقلم عمر أضرموش : المراكشية
يقص شعرك ويصففه.. تدس في يده شيئا من المال .. يقول لك : ” الله يخلف ” .
يستجيب الله دعوته .. ف ” يخلف ” شعرك بسرعة لتعود اليه من جديد .
انه الحلاق الذي كان الى عهد قريب يختن الأطفال .. يقوّم الكسور.. يقلع الأضراس .. يزيل الدم الفاسد ..
طاحت الصومعة علقوا الحجام.. مثلٌ ما زالت تتداوله الألسنة للدلالة على الصاق عمل سيء لشخص بريء .
ولتسليط الضوء على المثل أقترح عليكم فرضيتان قابلتان للنقاش :
الفرضية الأولى:
في سنة 981هـ ـ 1574 م كان بحي القصبة بمراكش مجموعة من الأسرى المسيحيين .. كان يسمح لهم بالتحرك شريطة ألا يغادروا المدينة .
معظم وقتهم كانوا يجتمعون في دكان حلاق مجاور لجامع المنصور بالقصبة ( تامراكشت سابقا) .
فكر أولئك المسيحيون في طريقة لاغتيال أحمد المنصور الذهبي .. استغلوا سفر الحلاق فحفروا خندقا انطلاقا من دكانه حتى وصلوا تحت المسجد .. وضعوا كمية من البارود به فتيل تسري فيه النار على مهل .
اهتز المسجد فعلا .. لكن السلطان نجا .. تهدمت الصومعة .. تجمع الناس .. راجت اشاعة تقول أن مدبر الانفجار هو الحلاق .
لكن بعد ذلك توصلوا الى هوية الفاعلين الحقيقيين . ومن تم شاع هذا المثل .
الفرضية الثانية :
منذ ”شمشون الجبار” والشعر علامة القوة … شمشون بن نوح الدني بطل شعبي لدى اليهود .. تقول الروايات انه كان ضحية فتاة اسمها دليلة .. أغوته حتى باح لها يوما بأن السر في قوته يكمن في شعره !
تسللت ليلا وحلقت شعره فتبخرت قوته .. مما مكن أعداءه ـ العرب ـ من قلع عينيه واقتياده اسيرا الى غزة من أجل طحن الشعير !
( يقال عندنا للشخص الذي يدعي القوة ” سير تصلع “) .
وحتى عهد قريب كانت اللحية والشارب زمرا للفحولة والسمعة الطيبة وحسن الخلق. فكانت كلمة ”بوالنواضر” مرادفة للقوي المفتول العضلات .
وبما أن الحلاق هو من يتولى ازالة الشعر فانه اصبح المتهم الأول الذي يقضىي على الرجولة وعلى ”الـسمـعـة ”.
فقيل : ” طاحت السمعة علقوا الحجام ”.
والله أعلم .