*تأمل .. بَدْر قريش*
بسم الله الرحمٰن الرحيم
1- سِدْرة المُنتهى التي جاء ذكرها في القرآن الكريم، ووصفها في الحديث النبوي على لسان رائيها عليه الصلاة والسلام: ورقها وثمرها وظلها وأنهارها وبهرجتها ودُرّها وياقوتها وسُندُسها وإسْتَبرَقها وبهاؤها ونورها وفَرَاشها الذهبي… وبها من الحُسْن ما لا يصفه أحدٌ من خَلْق الله… إلا أن رسول الله محمدًا أجمل منها.
2- لقد كان جمال النبي محمد عليه الصلاة والسلام من أسباب إقبال الناس عليه، وثقتهم به، فصاحب هذا الوجه الصبوح لا يكون إلا صادقًا أمينًا، ذلك أن جماله ممزوج بهيبة، وهيبته مكسوّة بجلال، وجلاله فيه سر وإفضال، والسر هذا مؤثر في من يراه ويكلّمه ويجالسه.. أضف إلى ذلك أن سماحة وجهه ومروءة أخلاقه من الدواعي إلى كسر حواجز الثأر والعصبية والتعالي التي كانت عند مناوئيه من أهل الجاهلية.. يكفي في ذلك كيف حوّلهم من أناس يخاطرون بأنفسهم ويبذلون دماءهم في سبيل قتله… إلى أناس يقاتلون دونه ويفدونه بدمائهم وأرواحهم!
3- الجمال النبوي المحمدي يمنع أصحابه الكرام من إطالة النظر إليه، ويدفعهم إلى خفض رؤوسهم، كأنهم عندما ينظرون إليه ينظرون إلى عين الشمس؛ وقد تناقلوا وصفه عبر السنين، حتى إن المؤمن في زماننا الحاليّ يذهب همّه بمجرد تذكر صفاته ونعوته وجماله ومحيّاه.. فكأنّ مُنية أحدنا اليوم أن يراه مع لزوم الصمت في حضرة جماله!
4- “الكاميرا” اليوم بالصورة والصوت، بدقة عالية، تنقل جمال الدنيا، بعمق وديانها، وشموخ جبالها، وطهارة ثلوجها، وانسيابية شلالاتها، وتدفق أنهارها، وخرير سواقيها، ورحابة بحورها، وخضرة سهولها، وذهب سنابلها، وألوان ورودها، وثمر أشجارها، وصفاء سحابها، ورَواء أمطارها، ورحابة فضائها، ونور شمسها، وضياء بدرها،… فكيف جمال جنة الآخرة! بل كيف جمال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام!
5- الجمال في سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كائن في كل ما فيه، فهو كامل الأوصاف، والجمال متغلغل في كل ما يعنيه مولده من مفاعيل ظهور منقذ للخلق بإذن الله، فمولده نور الكون وجماله، وبعثته ميعاد الخلاص، وسيرته منهج حياة مُثْلى لبلوغ جنة الرضوان.
6- قال أحد شعراء الإسلام المعاصرين الشيخ الدكتور غانم جلول: [الكامل]
أحْلى جمالِ الخَلْقِ بعضُ جمالِهِ
ما مِنْ قليلٍ في نُعُوتِ كمالِهِ
وضياءُ بدرِ قريشَ أَبْهى طلّةً
مِنْ بَدْرِ دُنيانا على أحوالِهِ
والشمسُ إنْ بَزَغَت على مِنوالِها
دُونَ الهُدى اللّأْلاءِ مِنْ مِنوالِهِ
دَعْ عنكَ كلَّ الضّوءِ لا تَقْرِنْ بِهِ
نورَ النبيِّ ولا ضُحى إقبالِهِ
فجبينُهُ الوضَّاحُ لا شمسٌ ولا
قمرٌ لهُ فضْلٌ كفضْلِ هِلالِهِ
وطُيوبُ كلِّ الأرضِ دُونَ طُيوبِهِ
وشمائلُ التاريخِ دُونَ شِمالِهِ
لَفَتاتُهُ مَدَدٌ لقلبِ مُحبِّهِ
ليستْ لِظبْياتِ الفَلا وغَزالِهِ
لِمديحِ أحمدَ في الأنامِ رجالُهُ
يا سعْدَ مَنْ قدْ عُدَّ ضِمنَ رجالِهِ
*تأمَّل وتخيَّل وتمثَّل النبيَّ محمدًا عليه الصلاة والسلام فَرِحًا مستبشرًا متهلّل الوجه منفرج الأسارير ضاحك السن كيف يكون… وأرسل دمعاتك سفيرةَ قلبك إلى مقامه الشريف.*
د. ش. أسامة شعبان
fb.com/Dr.Ousama.Shaaban
Instagram.com/shaabanousama