أعلنت منتزهات سيكويا وكينغز كانيون الوطنية، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، عن تطويق أكبر شجرة في العالم بأغطية أشبه بالقصدير لحمايتها من تهديد النيران المشتعلة في حديقة سيكويا الوطنية.
ولجأت أطقم مكافحة الحرائق في الحديقة إلى تطويق جذور الأشجار العملاقة، وعددها أكثر من 2،000 شجرة سيكويا، بأغطية مقاومة للحريق من الألومنيوم، بينها الشجرة التي تحمل اسم “الجنرال شيرمان”، والتي تعد أكبر شجرة في العالم.
ويبلغ طول الشجرة 83 مترًا، مما يجعلها أطول من تمثال الحرية من المسافة بين قاعدته إلى المشعل، كما يزيد قطرها عند القاعدة عن 11 مترًا.
وأدى الحريق بسبب البرق، والذي سُمي KNP Complex ونجم عن اندماج حريقين آخرين وامتد على مساحة 11،365 فدانًا، إلى إغلاق حديقة سيكويا الوطنية أمام الزوار في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقالت كريستي بريجهام، رئيسة إدارة الموارد والعلوم في منتزهات سيكويا وكينغز كانيون الوطنية، لـ CNN: “أخبرنا فرق الإطفاء بشكل أساسي بالتعامل مع جميع أشجار السيكويا كما لو كانت مبانٍ وأن يقوموا بتغليفها إزالة كل أنواع الوقود”.
وأشارت بريجهام إلى أنه عادة في حال نشوب حرائق في المناطق الوعرة التي يتعذر الوصول إليها، تقوم أطقم مكافحة الحرائق بإلقاء مادة هلامية مقاومة للحريق بواسطة مروحية على البساتين، ولكن الدخان الكثيف المحيط أعاق تدخل الطائرات.
وعلى الرغم من أن أطقم العمل تعمل بجد في محاولة لحماية أشجار السيكويا العملاقة، إلا أنها تعرضت بالفعل لحرائق الغابات خلال السنوات الأخيرة.
وتقول خدمة المتنزهات الوطنية: “لقد احترق ثلثا مساحة بستان أشجار السيكويا العملاقة عبر سييرا نيفادا في حرائق الغابات بين عامي 2015 و 2020”.
وأضافت خدمة المتنزهات أن حريق “كاسل” العام الماضي قضى على ما بين 10 إلى 14% من جميع أشجار السيكويا العملاقة على الكوكب، أي ما يقدر بنحو 7،500 إلى 10،600 شجرة، والتي يعود الكثير منها إلى 3000 عام.
وأكدت بريجهام أن النيران الحالية تتجه نحو الأشجار العملاقة الثمينة.
ومن جانبه، أوضح سام هودر، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة Save the Redwoods League المهتمة بحماية أشجار السيكويا العملاقة، أن الحريق ليس عدوًا لهذه الأشجار، مشيرًا إلى أنها صمدت أمام العديد من حرائق الغابات وتستجيب بشكل عام لحرائق متوسطة الشدة.
ولفتت خدمة المتنزهات الوطنية إلى أن أشجار السيكويا العملاقة تتكيف مع الحرائق الدورية، إذ عادة ما يحمي اللحاء الأشجار من التلف الكبير ويمكن أن يعزلها من حرارة النيران.
ومع ذلك، مع مرور الوقت، قد يكون من الصعب على الأشجار أن تلتئم بعد قرون من ندوب الحرائق.