. مما لا شك فيه تشكل الرقميات والذكاء الاصطناعي أحد المحددات الأساسية لتنافسية وجاذبية اقتصاديات الدول، وبالتالي أصبح من الضروري تكوين الرأسمال البشري في هذه المجالات قصد تمكين بلادنا من مواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة التي ستزداد حدثها خلال السنين المقبلة.
أكد السيد عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في حوار صحفي أن الانخراط في مجال الرقميات والذكاء، يعد ضرورة ملحة لتعبئة الفرص المتاحة من حيث تحديث البنيات الاقتصادية، وخلق مزيد من القيمة المضافة، وتكييف قدرات مواردنا البشرية مع التحولات الجوهرية التي ستعرفها الوظائف، جراء الارتكاز على المدى المتوسط على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الصدد، أشار السيد الوزير أنه تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات العملية أذكر منها على وجه الخصوص الرفع من عدد مسالك التكوين المعتمدة في مجال الرقميات إلى 382 مسلكا من ضمنها 60 جديدا في مجال الذكاء الاصطناعي، وإحداث مدرستين للذكاء الاصطناعي، بكل من تارودانت وبركان من أجل تكوين جيل جديد من المهندسين ذوي كفاءات عالية في هذا المجال مع العمل على تعميم هذا النموذج تدريجيا على صعيد جهات المملكة الأخرى، وعلى صعيد كافة الجامعات العمومية، من أجل تعميم شبكات مراكز تحفيز المواهب وتمكين الطلبة من اكتساب المهارات في مهن المستقبل (البيانات الضخمة الروبوتات انترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي)
وبالنسبة للشق المتعلق بتحفيز البحث العلمي، أشار السيد ميراوي أنه تم إيلاء أولوية كبرى للأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والرقميات ضمن برنامج تكوين طلبة الدكتوراه المشرفين، حيث بلغ عدد المنح المرصودة لهذا المجال 177 منحة، خلال السنة الأولى من هذا البرنامج.
تم إحداث المعهد الوطني للبحث العلمي والتكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي، ويضم 30 بنية بحثية من مختلف الجامعات، وسيكون مقره جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس
والتكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي، يقول السبد الوزير ، قصد تعضيد الإمكانيات المادية وتكثيف الجهود البحثية في هذا المجال. وللإشارة، فإن هذا المعهد الذي يضم 30 بنية بحثية من مختلف الجامعات، سيكون مقره جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وسيشكل لبنة أساسية للمساهمة في إنجاز الدراسات والخبرة ، الفائدة الفاعلين السوسيو اقتصاديين مع الانفتاح على الشركاء الدوليين.
وأشار السيد ميراوي أن ما يقوم به اليوم سيساهم بشكل كبير في توفير الكفاءات في مجال الرقميات والذكاء الاصطناعي، ليس فقط لتلبية حاجات القطاعات الإنتاجية، بل أيضا من أجل تعزيز جاذبية المغرب للاستثمارات الدولية في هذا المجال.
الطاقات البشرية التي تزخر بها بلادنا ستكون دعامة أساسية يستخلص السيد وزير التعليم العالي، لجعل المملكة على المدى القريب والمتوسط قطبا قاريا مرجعيا في مجال التكنولوجيا الحديثة .